رياض الزهراء العدد 180 الملف التعليمي
رِياضُ الأطفَالِ بيئَةٌ مُشابِهَةٌ لِبيئَةِ الأُسرَةِ
تعدّ مرحلة رياض الأطفال من أهمّ المراحل التعليمية في حياة التلميذ، البعض يهمل هذه المرحلة لكونها لا تعتمد على شهادة تخرّج أو إعطاء درجات للطفل، لكن أهمّية هذه المرحلة تفوق المراحل التعليمية المتقدّمة، حيث تتشكّل شخصية الطفل في مرحلة الروضة لأنّها أولى خطوات ابتعاده عن الأسرة. والاختلاط في هذه المرحلة يعزّز الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل من حيث الامتثال لقوانين الروضة والمعلّمة، وتعدّ المعلّمة العنصر الأساس في تحفيز الطفل على ارتياد الروضة أو نفوره منها عن طريق تفاعلها معه واستخدام الأساليب التربوية والتعليمية في التعامل، ولعلّنا ندرك أنّ النموّ في هذه المرحلة حركي بحت، فمن المحبّب لدى معلّمة الروضة استخدام الأساليب الحركية في التعليم، فالتعلّم عن طريق اللعب من العوامل الناجحة في الروضة، فيتعلّم الطفل مهارات وخبرات بدون قسر أو جبر، تارة بالقفز وأخرى بالتلوين، وغيرها من المهارات البدنية المختلفة، فيُلاحظ الفرق على الطفل منذ الشهر الأول لارتياده الروضة، وندرك ذلك عن طريق بكائه في الأسبوع الأول من الدوام، لكن ما إن يمضي الوقت حتى تصبح لديه الرغبة في البقاء في الروضة لمدّة أطول؛ لأنّه بدأ يحسّ بأنّ المعلّمة تشبه والدته؛ لأنّها تساعده في اكتساب سلوكيات وأنماط جديدة للتفكير، والأهمّ من ذلك تعلّقه بمعلّمة الصفّ وتلبية أوامرها بكلّ حبّ؛ لأنّ الطفل بمنزلة الصفحة البيضاء التي بالإمكان تشكيلها بالطريقة التي يرغب بها الكبار، ويتمّ هذا عن طريق إيجاد السلوكيات الإيجابية، وتقويم السلوكيات غير المرغوبة وفق قواعد التربية والمبادئ الأخلاقية التي يوصي بها أهل البيت (عليهم السلام).