رياض الزهراء العدد 180 منكم وإليكم
فِي ضِيافَتِكَ
متى.. ستصير الروح منّي.. فراشةً تهيم بعشقكَ؟.. فما يزال الحلم يراودني.. كم أتوق إليه.. إلّا أنّ جناحيّ تثقلهما الذنوب.. يا ربّ أطمع في عفوكَ.. طهّرني من أدراني.. لتخفّ الروح منّي.. فتغذو بكَ هائمة.. جئتُ إليكَ في شهر النور.. لأبصر بنور رحمتكَ.. درب الشوق إليكَ.. فأُعانق حلمي.. وأول افتتاحيتي في هذا الشهر.. وأول كلمات دعائي.. دعاء الفرج لإمام زماني.. ليبارك ذكره خطواتي.. ويسدّد طريقي نحو النور.. ويعجّل لنا فتح باب البركات في الشهر المبارك.. اللهمّ إنّي افتتح شهر الخير بالدعاء لوليّكَ.. لتأذن لي بقبول التوبة.. اللّهمّ عجّل لنا فرجه.. وهيّئ الروح منّي لانتظاره.. واجعلني مهدويّة الهوى.. لأنال الحظوة بقرب صاحب الزمان.. يا ربّ اسقِ دعوتي وقت الإفطار.. بشربة من وصالكَ.. تروي ظمأ القلب من نهر عشقكَ.. ويعرج بي الشوق على جناح التوبة إلى تغاريد السحر.. ليناجيكَ قلبي بدعاء أبي حمزة.. يا ربّي المحسن، يا منعم.. تصدّق عليّ بنظرة عطوفة.. لتنتشلني من بحر الذنوب.. ها هي أنفاسي تستغيث: العفو، العفو.. أنا المذنب العاصي.. أنا.. وأنتَ إلهي.. سيّدي، عبدكَ المسيء بين يديكَ.. يعترف بدموع التوبة.. وأنتَ أرحم الراحمين.. تلطّف على عبدكَ.. ظلّله بستركَ.. آهٍ، وا نفساه.. آهٍ، وا حسرتاه.. إذا لم تلتذّ نفسي بثمار التوبة.. ولم تذق طعم الاستغفار.. ولم يكن لها نصيب من تلك المائدة الإلهية.. فأيّ حسرة لهذه النفس؟! ربّي جئتُ أتوسّل إليكَ بالكريم من آل البيت.. لتفيض عليّ من كرمكَ.. فأنتَ الكرم كلّه.. وهم الطريق إليكَ.. وباب الوصول لاحتضان قربكَ.. وإن لم أنل الشفاعة هنا.. فقد أتيتُكَ من باب عليّ.. وهو في محراب الشهادة.. ليشهد على توبتي.. فذكر عليّ هو جنّة القرب إليكَ.. اللّهمّ اجعلني من أهل الضيافة.. فالروح تتوق للقياكَ.. لتخطو نحو معرفتكَ.. وتذوق عبادة الأحرار.. مثلما ذاقها عليّ.. وليكن لي نصيب.. ولو رشفة من حبّكَ.. ببركة ليالي عليّ.. لتتهيّأ الروح لليالي العروج.. وهنا في الليالي المباركة.. تتنقّل الفراشة في حقل العبادة.. من رحيق الصلاة إلى رحيق الدعاء والمناجاة.. يا ربّ أفِضْ عليّ فيها.. من طعم العشق.. فهو مُنيتي.. فلتكن حظوتي في شهر ضيافتكَ.. في ليلة السلام الروحي والأمان.. نظرتكَ الرحيمة يا ربّ.. فهي أنس اللقاء بالمعشوق.. هنا تتنفّس الروح.. رائحة الزلفى لديكَ.. لحظات تعتزل الروح بمحبوبها الحقيقي.. لتناجيه حبًّا بلغة القرآن.. وبلسان الاعتراف: قد غرقتُ في بحر الغفلة.. وهوت نفسي في أودية الظلمة.. وها هي الدموع.. تشهد على حلاوة ذكركَ.. والأنس بقربكَ.. بمحضر إمام الزمان.. سيّدي يا صاحب الزمان: اشملني في قنوتكَ الطاهر.. ليقبلني الربّ.. إلهي اجعل قِراي الليلة.. العتق من النار.. فأنتَ الربّ الكريم.. وما أزال أحسن الظنّ.. بغيث كرمكَ..