عَلَى مَوائِدِ الكَرَمِ

فاطمة صاحب العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 163

لقاء مميّز لنساء مميّزات، وجوه يتلألأ على قسماتها البِشر، وترتسم فوق ملامحها الطمأنينة. بادرت أمّ عليّ بعد إلقاء التحية قائلةً: - ساعدكنّ الله، إنّه اليوم الأول من الشهر الفضيل، ولكنّ التعب والجهد فيه يعادل جهد أسبوع. - أمّ زهراء: هل تصدّقين إن قلتُ بأنّني أشعر بشيء لم أشعر به منذ وقت طويل، الراحة والنشاط، الشعور بأنّ شيئًا ما هو الذي يحرّكني. - أمّ حسين: ربّما تكون من المفارقات، فأنّنا بحمد الله نصوم ما يتيسّر لنا في بقيّة الشهور، ولكن هذا الشهر له نكهة خاصّة. - أمّ عليّ: نعم هو كذلك، ويمكن أن تكون هذه المشاعر لأنّنا حاولنا أن نساعد مَن يحتاج المساعدة، فهذا الشهر الكريم هو شهر التراحم، شهر الطاعة. - أمّ جعفر: الحقّ إنّه شهر لاكتساب كلّ خير، واجتناب الرذائل والشرور. - أمّ زهراء: أجل، أوليس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في استقباله: "... شهر هو عند الله أفضل الشهور... شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم من أهل كرامة الله...."(1). - أمّ حسين: يا لها من كرامة! وما أعظمه من فضل أن نكون في ضيافته تبارك وتعالى. - أمّ جعفر: اعتدتُ أن أقرأ خطبة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في استقبال شهر رمضان المبارك قبل دخول الشهر الفضيل، وفي كلّ مرّة تعتريني قشعريرة محبّبة وتدمع عيني حبًّا لله وشكرًا على كرمه تبارك وتعالى. - أمّ عليّ: يجدر بنا أن نعلّم أبناءنا هذه الخطبة العظيمة، ولو بعضًا من فقراتها. - أمّ حسين: تتضمّن هذه الخطبة مضامين عظيمة، ومناهج عمل تربوية واجتماعية وروحية، لو أخذنا بها لأصبنا القسم الأوفر والحظّ الأكبر في الدنيا والآخرة. - أمّ زهراء: إنّها دعوة لتنقية القلوب وإخلاص الطاعة: "فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه"(2). - أمّ زهراء: نسأل الله التوفيق والعون على الطاعة، وإحياء الشهر بالذكر والعبادة، بخاصّة في ليالي القدر، وإحياء ذكرى ولادة السبط الأكبر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، كريم العترة الطاهرة (عليهم السلام)، وذكرى شهادة مولى الموحّدين أمير المؤمنين (عليه السلام). - أمّ جعفر: وهي دعوة للتواصل مع الناس والتراحم فيما بينهم، ومساعدة المحتاج منهم، وفيه وعد بالوقاية من النار للمتصدّق: "اتّقوا الله ولو بشقّ تمرة، اتّقوا الله ولو بشربة ماء"(3). - أمّ حسين: تباركتَ يا ربّي، ما أكرمكَ وأوسع فضلكَ. - أمّ عليّ: ومن سبوغ نعمه وعظيم كرمه تعالى أنّه ضاعف أجر الأعمال فيه: "ومَن أدّى فيه فرضًا كان له ثواب سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور"(4). - أمّ زهراء: ومن مظاهر كرمه وعطفه عزّ وجلّ: "ومَن أكرم يتيمًا أكرمه الله يوم يلقاه"(5). - أمّ حسين: حقًّا "فأنّ الشقيّ مَن حُرِم غفران الله في هذا الشهر العظيم"(6) ـ اللّهمّ أجرنا من ذلك ـ - أمّ جعفر: أرى أنّنا بحاجة إلى أن نخصّص مجلسًا لتناول مضامين هذه الخطبة الشريفة. - أمّ عليّ: إن شاء الله تعالى، والآن لنتهيّأ لإعداد وجبة الإفطار. .................................... (1ـ 6) مفاتيح الجنان، خطبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في استقبال شهر رمضان المبارك: ص190.