فِي التَّعاوُنِ بِرٌّ وتَقوى

ميساء محمود قدّوح/ لبنان
عدد المشاهدات : 351

العمّ أبو غسّان مزارعٌ فنّان، يرسم بيديه وأدواته لوحاتٍ جميلة في الطبيعة، وحديقته تبدو كأنّها قطعة من الجنان، وفي يوم شديد الحرارة شبّ حريقٌ في بُستان الجيران، والتهم كلّ الأشجار والأزهار بما فيها شجرة الرمّان، نادى العمّ أبو غسّان ولديه سارة وغسّانًا؛ ليخبرهما بأنّ هناك مَهمّة تنتظرهما؛ ليعيدوا معًا الحياة إلى البستان، واتّصل برجال الإطفاء ليطفئوا النيران، وبعمّال النظافة لينظّفوا المكان من بقايا ما قد كان. وزّع العمّ أبو غسان المهامّ، من تشذيب الأغصان وحمل الشتلات والبذور، وهذه بالذات كانت مهمّة الولدين، ذهب غسّان وسارة إلى مشتل أبيهم واختاروا شتلات متنوّعة كشتلات الزينة، وشتلات الأشجار المثمرة، وكذلك الخضروات، والفاكهة، عمل الكلّ بجدّ ونشاط وحوّلوا المكان إلى جنّة غنّاء، سقوها ورعوها بقلوبهم المحبّة التي تربّت على الإحسان والإيمان، وبعد أيام عادت الحياة إلى البستان، وفرح جيران العمّ أبي غسّان، ورجال الإطفاء، وعمّال النظافة. احتضن العمّ أبو غسّان وَلَديه وأسمعهما قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله): "خيرُ الأصحاب عند اللهِ خيرُهم لصاحبه، وخيرُ الجيران عند اللهِ خيرُهم لجاره"(1). ............................... (1) جامع أحاديث الشيعة: ج ١٦، ص ٩٩.