آيَةُ الوَفَاءِ فِي العَبَّاسِ تَتَجسَّد

تيسير حازم الحلو
عدد المشاهدات : 123

ورث الصفات العلا فأبوه خير الورى ذاك المسمى حيدر.. والأم بنت الفحول اختارها علي (عليه السلام) لتلد للحسين (عليه السلام) عضيده ولزينب (عليها السلام) كفيلها.. ليبزغ قمر بني هاشم في بيت الإمامة, وفي حجر الوفاء, فكانت أمه تعلمه منذ الطفولة بأن لا ينادي الحسن والحسين (عليهما السلام) إلا بسيّدي.. لتنمو رابطة وثيقة بينه وبين الإمام الحسين (عليه السلام) حتى أنه في أحد الأيام طلب الإمام الحسين (عليه السلام) الماء فأسرع العباس (عليه السلام) إلى أمه ليأخذ الماء ثم وضعه على رأسه ورجع مهرولاً ليسقي أخاه. وقد ضرب لنا بذلك أروع معاني الأخوة والإيثار. وقد اتصف بالشجاعة والغيرة، وجسّد الآيات التي في القرآن الكريم: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)/ (الإسراء:34) حيث كان قمة في الوفاء وخير دليل على ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام) بحقه: "اَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالتَّصْديقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ"، هذا القول الذي يصدر عن الإمام (عليه السلام) هو أفضل شهادة بحق من اختاره علي (عليه السلام) ليصون خدر الهاشميات بعده. لقد ضرب أروع الأمثلة في كيفية الوفاء, وأعطى صورة واضحة وناصعة لمصداق الوفاء في أعلى مراتبه وهو الوفاء لدين الله تعالى متمثلاً بطاعة الإمام (عليه السلام), والامتثال لأمره, واتباعه. وهذا ما يعجز عنه العظماء من الرجال فكان بحق علماً في سماء المجد. المصدر: العباس بن علي (عليهما السلام).