جِهَادُ المَرأَةِ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 169

قال الله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) (النساء: 124)، ورد في الرواية الشريفة أنّ الصحابية أسماء بنت يزيد الأنصارية وافدة النساء على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، أتت إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهو بين أصحابه، فقالت: "بأبي وأمّي أنتَ يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليكَ، إنّ الله عزّ وجلّ بعثكَ إلى الرجال والنساء كافّة، فآمنّا بكَ وبإلهكَ، وإنّا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم وحاملات أولادكم، وأنّكم معاشر الرجال فُضّلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ، وأنّ أحدكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربّينا أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟ فالتفت النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى أصحابه بوجهه كلّه، ثم قال: "هل سمعتم مسألة امرأة قطّ أحسن من مسألتها في أمر دينها؟ فقالوا: يا رسول الله، أيّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا؟! فالتفت إليها النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وقال: "افهمي أيّتها المرأة، وأعلمي مَن خلفكِ من النساء أنّ حُسن تبعّل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتّباعها أمره، يعدل ذلك كلّه، فانصرفت وهي تهلّل حتّى وصلت إلى نساء قومها من العرب، وعرضت عليهنّ ما قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ففرحنَ، وآمنَّ جميعهنّ، وسُمّيت رسول نساء العرب إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)(1). والنساء فيهنّ الكثير من العاقلات الكاملات اللواتي سبقنَ الرجال بكمالهنّ وعقلهنّ وحسن أفعالهنّ. .................................. (1) المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة: ج1، ص291.