جَوهَرُ الإِنسَانِ

انتصار عبد مناتي/ بغداد
عدد المشاهدات : 207

كان يا ما كان، من قصص آخر الزمان.. كان هناك صديقان متّفقان لا يفترقان.. في زمن يعزّ فيه الأخ الموافق للمبدأ والإيمان.. فظنّ أحدهما أنّه وصل إلى العرفان.. يقوم الليل، ويصوم النهار كالرُهبان.. وظنّ الآخر أنّ صاحبه وَهْمان.. فلا يسلك هذا الطريق إلّا العالم الفهمان.. العارف بالله حقّ معرفة الوجدان.. فحذّره من مصائد الشيطان.. وسلوك طريق مليء بحَسك السعدان.. دارت الأيام، فديدنها الدوران.. وجرت الدنيا بما لا تشتهي الركبان.. وجاء وقت الابتلاء والامتحان.. ليعرف المرء أَيُكرم أم يُهان؟ وتظهر فيه حقيقة جوهر الإنسان.. وصار صاحب العرفان يومًا سلطان.. فانقلب حاله من العبد إلى مَلِك ذي تيجان.. متفاخرًا: إنّما أوتيتُه على علم كقارون!! ونسي ما حذّره منه صديقه الولهان.. ظلّ صاحبه يحذّره غضب الرحمن.. فأمر بقطع لسانه حتى لا يذكّره بخلّة الصحبان.. ولا يوقظ ضميره التعبان.. وتتكرّر قصّتهما في كلّ زمان.. فبكلّ إنسان موسى وفرعون يتصارعان.. وبغرق فرعون تظهر حقيقة الإنسان.. فإن لم تُغرقه فلن تنصر صاحب العصر والزمان..