رياض الزهراء العدد 182 همسات روحية
كُلَّما كَثُرَتْ القُيُودُ عَزَّ الوُجُودُ
مضمون السؤال: أنا فتاة في المرحلة الجامعية، كلّما تقدّم أحد لخطبتي أعمد إلى المقارنة بينه وبين مَن يتقدّم لخطبة إحدى صديقاتي، فعُرفتُ بين صديقاتي باسم (الباحثة عن المثالية)، فلماذا هذه الحالة؟ مضمون الردّ: إنّ من الأمور التي لا تنسجم مع العقلانية في التصرّف هو ما يحدث لأحد الزوجين من عدم الرضى بالآخر، ودائمًا يُقاس الزوج الفعلي بالذي كان من الممكن أن ترتبط به الفتاة! وهذه المسألة تحدث للرجل تارة، وتارة للمرأة. توجد صورة وهمية لحياة زوجية مثالية كأن ترسم الفتاة في مخيّلتها زوجًا بعقل راجح، وبتخصّص لافت للنظر، وبأخلاق سامية، والإنسان له الحقّ في أن يرسم في خياله ما يشاء، فطبيعة الذهن البشري طبيعة سيّالة وجوّالة، تأخذ النقاط أو الصور المختلفة وتلفّق بينها، ثم تُقارن بالصورة التي لا وجود لها في الخارج! ومثلما يقول العلماء: (كلّما كثرت القيود عزّ الوجود)، فالرجل قد يرسم صورة لامرأة لا وجود لها في العالم، والمرأة ترسم صورة لرجل لا وجود له أيضًا. ومن هنا يجب على الإنسان أن يعمل مسحًا شاملًا لما في ذهنه؛ لأنّ صفحة الذهن هي منشأ المشاكل، فهي أشبه شيء بهذا العقل الموجود في أجهزة الحاسوب في هذه الأيام، فهذا العقل هو الذي يعطي كلّ هذه الآثار، من صور وبرامج، وما شابه ذلك. ولهذا نلاحظ أنّ الإنسان في كلّ يوم أو في كلّ أسبوع يبحث عن الأمور التي يمكن أن توجد الارتباك في داخل حاسوبه، والنفس كذلك، لذا علينا أن نعيش الواقع ونتقبّل الأشخاص بصفاتهم وميزاتهم، ونبحث عن السمات الحسنة في شخصياتهم، سواء كانوا رجالًا أم نساءً.