رياض الزهراء العدد 182 نافذة على المجتمع
(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ): بَرنامَجٌ ذو جَولاتٍ مَيدَانِيَّةٍ إِلكترونِيَّةٍ تَوعَوِيَّةٍ في مَراحِلِ حَياةِ نِسَاءِ المُستَقبَلِ
حقّقت المرأة العراقية تميّزًا في الكثير من المجالات التي خاضتها محلّيًا، نظير ما تتمتّع به من مهارة عالية وشغف كبير وطموح لا حدود له في برنامج (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)(1) الذي امتزجت فيه جميع تدرّجات الألوان الفكرية والثقافية لتبدع في فعّاليات مختلفة، بطلاتها شخصيات نسوية أدّينَ أدوارًا وقصصًا بين المكان والزمان؛ ليكون تفاعلهنّ على شكل رسائل فنّية محمّلة بالتطوّر المجتمعي والعبادي والأسري والثقافي؛ لتبقى في ذاكرة حوّاء تحكي تاريخ النساء من أجل النهوض بمجتمعاتهنّ. من أجل المرأة ومَن حولها التقت مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) بالسيّدة فاطمة عبّاس الموسويّ/ مسؤولة الوَحدة القرآنية في العتبة العبّاسية المقدّسة: تنمية وصقل بدايةً، حدّثينا عن فكرة البرنامج، تحديدًا في وضع رؤية شعبة التوجيه الديني النسوي بوَحدتها القرآنية وأهدافها: فكرة البرنامج ليست بالجديدة على الوَحدة القرآنية التابعة للتوجيه الديني النسوي، حيث تقوم على إرشاد أفراد المجتمع للرجوع إلى ذوي الاختصاص، والمرأة هي المشارك المهمّ في المجتمع، وأهمّ تلك الفرص هي استثمار المناسبات الدينية في نشر ثقافة الانتظار، أو ثقافة القراءة، أي دمج أعمال الشُعَب النسوية في حياة المرأة المسلمة، وبذلك نكون قد وُفّقنا إلى إعداد يوم حافل بالعبادة والاهتمام الأسري والفكري، فكلّ شعبة من الشُعَب تؤطّر عملها بعدد من التجارب والدراسات الميدانية التي تخلص في محصّلتها لتظهر في المجتمع بكفاءة عالية، ووضعنا الاهتمام بشخصية المرأة وصقلها في الحسبان عن طريق التفاعل وجهًا لوجه، وكسر حاجز الاستماع فقط، بل تفعيل دور السؤال والاستماع، فبدأنا في البرنامج بعدد من الأفكار اللوجستية التي تدعم الحضور وتعطي للمرأة تذكرة بمدى الفائدة التي ستعود عليها وعلى أفراد أسرتها، وسمحت لنا الفكرة بأن تشارك المرأة بجميع فئاتها العمرية المتفاوتة، فمن المرسم الحرّ للأطفال إلى المحاضرات الدينية، والعبادية، والاجتماعية، والثقافية؛ لنثري المجتمع بعناصر فاعلة، ونتيح فرصة الاحتكاك بالثقافات والتجارب، مثلما يسهم هذا التنوّع في الارتقاء بالذائقة الفكرية والثقافية للمرأة، وهنا تكون العتبة العبّاسية المقدّسة بشُعبها النسوية المتنوّعة بيئةً حاضنةً للمواهب النسوية المختلفة. تأنيث تحوّلت الشُعب النسوية المشاركة في برنامج فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إلى شخص واحد بمجموعة أجساد، فكان من نصيبكم الأسئلة الفقهية، فما عنوان حزمتكم؟ منى كريم/ مسؤولة شعبة التوجيه الديني النسوي: طبيعة عملنا تتطلّب كفاءة عالية، وحضورًا حسّيًا وذهنيًا كبيرًا للإجابة عن المسائل الشرعية الفقهية الابتلائية، فهو نقطة الانطلاق للسعي إلى تأنيث الأسئلة الفقهية، وربّما تكون هذه الأسئلة قديمة بالنسبة إلى المرأة بالمقارنة مع ما نعيشه اليوم، لكنّها في الوقت ذاته تُعدّ ملفّات مهمّة تحفّز المرأة على الوعي الفقهي؛ لنؤكّد للجميع بأنّه استثمار صالح، ونتاج طيّب لعملية تمكين المرأة المسلمة، وفعّالية تطويرها من أجل مجتمع واعٍ دينيًا، وقادر على التعامل مع التحدّيات المعاصرة والمستجدّة. مستقبل الحراك المسرحي بنظركم هل الحراك المسرحي في برنامج (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْر) له القدرة على التأثير في المتلقّية؟ وما مدى نجاح الدور الذي أدّته شعبة الخطابة الحسينية؟ تغريد عبد الخالق التميميّ/ مسؤولة شعبة الخطابة الحسينية: سعينا إلى تحديد النصّ وتوظيفه في العمل المسرحي، وتكريس فكرة ما، كي تحصل المتلقّية على معلومات تخرج بها ولا تنتهي عند الباب الخارجي، بل تحصل على القبول والحضور في نفسها، وبخاصّة في تجسيد المناهج الربّانية والتعاليم السماوية وتوظيفها على شكل رسائل تثقيفية مقنّنة لانتشال المجتمع من الأمراض المجتمعية المتعدّدة، فكلّ مشهد تمثيلي من المشاهد الدينية التي اعتمدناها في هذا البرنامج يركّز على هدف البرنامج، وهو أن نركّز على الرسالات السامية والإنسانية، فالصراع يبدأ عندما يصطدم الفكر الديني المقدّس بالقوانين الوضعية؛ لنعطي قيمة بشأن الاستفادة من ذوي الاختصاص، ونسلّط الضوء على القراءة والاستفادة من جعل المادّة المقدّمة مادّة حيّة في الذاكرة، فالمساق الذي شاركنا فيه مساق يركّز على المسؤولية المجتمعية والثقافية. ونعمد دائمًا إلى الابتكار وجعل الموقف حيًّا بجميع حيثياته من ديكور وتصاميم ووقفات دينية، يتمّ اختيارها بعناية لتتناسب مع الهدف المرجوّ من هذه الفعّالية. التقريب لا التغريب بما أنّنا ما نزال في المضمار الفكري والثقافي للمرأة ومَن حولها، عنوان انطلقتم منه لرسم حياة مثالية للمرأة بيد المرأة سواء أكاديميًا أم ثقافيًا، فما إسهاماتكم الأكاديمية والفكرية؟ ابتسام عطا/ مسؤولة مكتبة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية: العمل الذي قدّمته المرأة في العتبة العبّاسية المقدّسة والشُعب النسوية والدور الذي أدّته، ما هو إلّا انعكاس لرؤية تطمح إليها المرأة بالتمكين في جميع المجالات، فأسهمنا في أثناء عملنا في برنامج فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْر في وضع وقفات ثقافية، فكرية، تفاعلية للمكتبة، وتعريف إجمالي بوَحداتها، وكيفية استثمار أفكار المرأة وإنجازاتها فكريًا وثقافيًا، وسعينا إلى أن تكون النتاجات الأكاديمية للمرأة بمثابة مصدر مهمّ من ذوي الاختصاص وهو الهدف الرئيس للبرنامج، إضافة إلى منح المرأة الحافز المهمّ لإكمال المسيرة العلمية والأكاديمية الرصينة. وتكمن أهداف هذا البرنامج برسم دستور يدعو إلى التقريب لا التغريب، فاليوم نحن بأمسّ الحاجة إلى التقارب في الفكر والثقافة التي نشأنا عليها، لا الثقافة المستوردة، وهذا لا يتمّ إلّا عن طريق الكتاب والقراءة التي تجعل من الإنسان حياةً في شخص، إضافة إلى ذلك عمدت مكتبة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية إلى بيان الجوانب الأكاديمية للطالبة، سواء الكتب الورقية أم الرقمية، وإعطاء لمحة عن المسابقات الثقافية للمكتبة، وبذلك نكون قد صنعنا بيئة ثقافية آمنة على جميع الصُعُد لرائدة المكتبة. تمكين ما الذي تحتاج إليه الساحة الإعلامية المحلّية والكربلائية اليوم لإيصال الرسالة الإعلامية والمجتمعية؟ رؤى عليّ/ مسؤولة إذاعة الكفيل صوت المرأة المسلمة: أعتقد أنّنا بحاجة إلى أن تكون هناك مظلّة حقيقية للمرأة والمجتمع، تنسّق وتدعم أهداف الشُعب النسوية، وتوجّه أنظار المرأة إلى المصادر التي يجب الأخذ منها، فالصراع من أجل الإقناع يأخذ صفة الديمومة، لما له من تأثير وتغيير الاتجاه، وترسيخ القيم والعادات والتقاليد السليمة، إضافة إلى معالجة المشكلات الاجتماعية، وكيفية الاستفادة من وقت الفراغ لدى الشباب على نحو مثمر، فكانت لنا مشاركة بفقرة (ماذا تفعلين لو؟)، وهي عبارة عن طرح أسئلة على الزائرات تسلّط الضوء على كيفية التصرّف في بعض المواقف الأسرية. وبما أنّ الإذاعة محفل دائم، وهي قادرة على جمع الفئات العمرية المختلفة، فهي مصدر مهمّ للمعلومات والمعارف والثقافات، وعلى الرغم من توسّع رقعة وسائط التواصل الاجتماعي، بيد أنّه لا تزال الإذاعة ساحة إعلامية مميّزة لإيصال الرسالة الإعلامية والمجتمعية والمعلومة الصحيحة؛ لأنّ عدّتها الوحيدة هي الصوت البشري، وهو سبب من أسباب تمكين المرأة إعلاميًا على النطاق المحلّي. أفكار متجدّدة، ونجاح تفاعلي دائم، وبريق لا ينطفئ، هكذا كان برنامج (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) في العتبة العبّاسية المقدّسة الذي حرصت الوَحدة القرآنية فيه على عدم التنميط، بل التميّز والخروج بمخرجات توازي تطلّعات العتبة العبّاسية المقدّسة الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية.