رياض الزهراء العدد 182 لحياة أفضل
المَرأَةُ الإِعلامِيَّةُ
يُعدّ الإعلام سلطةً مؤثّرةً في المجتمعات بتعدّد أدواره منذ قديم الزمان، فمذ وُجِد الشعر والأدب وُجدت الشاعرات ليخلّدنَ واقعهنّ، ويسطّرنَ أمجادهنّ وتضحياتهنّ في الحروب التي عِشناها، وعند بزوغ فجر الإسلام كانت المرأة الداعم الأساس للرجل مادّيًا ومعنويًا، تحفّز وتشجّع وتساند، فخلدت أدوارهنّ وأصبحت قصصًا تتناقلها الأجيال. لم يقتصر دور المرأة المسلمة عبر التاريخ على أداء دورها بوصفها ربّة بيت فقط، بل كانت شريكًا أساسًا في المعارك الكبرى إلى جانب الرجل، فهي تنقل الأخبار في المجالس والتجمّعات النسوية، وتعقبه بتحفيز ودعم معنوي. ومنذ انفتح العالم على الثورة الصناعية والإلكترونية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تمثّل وسيلة إعلامية تصل إلى كلّ شخص، وذلك أتاح فرصةً كبيرةً لمشاركة المرأة مشاركةً واسعةً في الإعلام، لكن يبقى السؤال: هل أدّت المرأة دورها بإتقان وإيجابية؟ وهل قدّمت محتويات ترضي الله ورسوله وأولياءه (صلوات الله عليهم أجمعين)؟ تنجرّ الكثير من النساء ـ ويا للأسف ـ خلف الثقافة الغربية التي لا تمتّ إلى الإسلام بصِلة، فتنسى القِيم والمبادئ ورقابة الله سبحانه وتعالى وهي تقدّم محتويات فارغة من القِيم والأخلاق، في حين أنّ هناك نساءً يمثّلن أنموذجًا رائعًا عبر نشرهنّ محتويات دينية، وتربوية، وإنسانية، وثقافية مستمدّة من القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، فتعمل على توعية الفرد روحيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا وأُسريًا؛ لهذا من الضروري أن تهتمّ المرأة والفتاة بما يعزّز من دورهما في المجتمع؛ لكون المرأة ركيزة أساسية تمثّل نصف المجتمع، فإن صلحت صلح المجتمع، وإن فسدت انعكس ذلك سلبًا على المجتمع وأفراده. ولنعلم أنّ أعداء الإسلام قد أدركوا أهمّية المرأة ومكانتها، فقاموا باستهدافها فكريًا، وثقافيًا، وعقائديًا، وذهنيًا وعاطفيًا حين علموا بدورها الأساسي في بناء الأسرة المؤمنة التي تتكوّن منها أمّة تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.