رياض الزهراء العدد 182 لحياة أفضل
الأُسرَةُ وتَحَدِّيَاتُ العَولَمَةِ
من أهمّ تحدّيات العصر الحديث العولمة التي تريد أن تقدّم الغرب على أنّه أنموذج يُحتذى به، تلك الإيديولوجية التي لا تفهم سوى لغة الأرقام والمصالح المادّية، والتي دمّرت العائلة، تلك الوَحدة الإنسانية التي تجمعها المودّة والتعاضد، ومن ثمّ فنحن أمام تحدٍّ أصبحت فيه الأسرة معرّضةً للتفكّك والاضمحلال الذي قد يؤثر وبشكل خاصّ في اللبنة الأساسية للمجتمع، بحيث تقتصر العلاقات الاجتماعية على المصالح المادّية فقط. لقد استطاعت هذه العولمة المزعومة أن تغزو بأفكارها عقول بعض الشباب والشرائح، فدخلت على مجتمعنا الإسلامي العديد من الأمور التي غيّرت منهجية التربية، بل المفاهيم الأساسية لتكوين الأسرة تحت غطاء الأسرة المعاصرة والمنفتحة التي تعيش في حالة انفلات وبدون ضغوط، وتحت مسمّيات حقّ المرأة والحرّية للشباب، وغيرها من المفاهيم التي تهدف إلى تفكيك الأسرة، والوصول إلى الفساد والتحلّل عبر الحرّية المطلقة عن طريق الاختلاط بين الجنسين، وإلغاء الفروق الطبيعية الخَلقية بين الرجل والمرأة، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات بحسبها، والذي يهدف إلى القضاء على بنيان الأسرة، وهذه الآثار نشهدها في المجتمع الغربي بشكل واضح، حتى أصبحت براثنه تحاول النيل من مجتمعنا وأُسرنا. حريّ بنا أن نتصرّف بوعي، ونعمل بجدّ؛ للمحافظة على كيان المجتمع الإسلامي عن طريق ثقافتنا الأمّ، والتمسّك بها والعمل بضوابطها وفي ظلالها.