رياض الزهراء العدد 182 الملف التعليمي
التَّفَاعُلُ النَّشِطُ مَعَ المَعلُومَةِ المَعرِفِيَّةِ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّربَوِيَّةِ
ترتيب المعلومات وإعادة صياغتها، وجمع الأدوات الدراسية والعلمية، ووضع الحلول، وتصنيف الأنشطة التربوية والأكاديمية، يقع في ضمن إستراتيجية تربوية تسمّى بطريقة (الاستكشاف): وهي طريقة تساعد المتعلّم على تنظيم الأفكار الإيجابية المفيدة لاكتساب مهارة التعامل مع المشاكل تارة، واستنباط معلومة معرفية، والتعرّف على أساليب المذاكرة، وتشخيص نقاط الضعف والقوّة تارة أخرى. ويتحقّق ذلك عن طريق استثمار التلميذ لقدراته العقلية بتوجيهٍ من المعلّم وإسداء النصائح المطلوبة، وإعداد الخطّة المناسبة بإشراف معلّم المادّة الدراسية أو إدارة المدرسة، ويتمّ تطبيق تلك الاستراتيجية عن طريق جمع المعلومات، وتفكيك عناصر المعلومة وترميزها، ومن ثمّ تركيبها حتى نصل إلى نتيجة نافعة، وبهذه الطريقة يكون المتعلّم في حالة من التصوّر الذهني النشط، وتقوية الذاكرة، وتقوية عضلات اليد، وتنمية التآزر البصري والحركي لديه، ويعتاد المتعلّم على التحليل وتبادل الأفكار، وإعداد بحث متسلسل يختصّ بالمراحل الاستكشافية للمهارة المكتسبة، سواء كانت لغوية أو مراحل زراعة النبات، أو تحليل مركّب كيميائي مع توافر شروط السلامة في المختبر، وغيرها من العلوم التي تمنح التلميذ فرصة التقويم بعد الانتهاء من هذه الطريقة، وتثبيت أهمّ النقاط والنتائج المثمرة، كذلك تساعد المعلّم على متابعة التلاميذ، وتمكّنه من فهم توجّهاتهم وميولهم، وتأتي أهمّية طريقة الاكتشاف بالنسبة إلى المتعلّمين بوصفها بوّابة رصينة تفتح الآفاق أمامهم، وترسم خططًا لوُرش معرفية وعلمية متنوّعة تدرّب المتعلّمين على مواجهة الظروف والتحدّيات عن طريق الاعتماد على النفس، والعمل الجماعي من أجل الوصول إلى هدف تربوي، ولها أهمّية في تحفيز التلاميذ، وتزيد من دافعيتهم نحو التجربة والتعلّم، والمحاولة والإثارة والتشويق لاكتساب المزيد من المعلومات التي تنمّي الابتكار والإبداع. وتُعدّ طريقة الاكتشاف إحدى مهارات التطوّر والاحتفاظ بالمعلومة لمدّة من الزمن، واسترجاعها فيما بعد، وإمكانية الانتقال إلى مواقف تربوية جديدة إثر إتقانها وتعلّمها بالشكل الصحيح والأمثل الذي يمكّن التلميذ من تحقيق الذات، والرغبة بالاستمرار في عملية التعلّم، والاهتمام بالأسئلة المتشعّبة حول البحث التربوي والمعلومة الأكاديمية التي تؤهّله ليكون مشاركًا في العملية التربوية ونجاحها.