أَنِيسُ النُّفُوسِ

ليلى عبّاس الحلال/ البحرين
عدد المشاهدات : 276

وما إن تقترب تلك الروح المنهكة من وجع الزمن.. ونستنشق أنفاس العطر الرضوي.. فيَهب تلك الروح أنسًا من حضرة الرضا (عليه السلام).. ويسكن ذلك الوجع، ويتبدّد غبار الحزن بعد ما أَلِفَت ذلك الأنس.. تمازج روحها تجلّيات من الرحمة الرحمانية.. وتنزع طوق الغربة؛ لترتدي لباس الأمان بحلّة رضوية.. وتتبختر النفس في بحبوحة الرضا (عليه السلام).. فهو الأنيس لكلّ نفس.. يجذبها إليه بعد أن تهبّ عليها نسائم الرؤوف.. فتغدو تطوف وتطوف.. لتنال من نفحات العطوف.. فتفرش الملائكة أجنحتها.. لتعانق دعاء الروح.. فترتوي من معين الدعوات.. فلا غرو في أن تطلب النفس كلّ الأمنيّات.. فهذا الضامن لكلّ مَن يرتّل في دعائه: يا عليّ بن موسى الرضا يا أنيس النفوس.. احتوِ الغربة فيّ.. لأبصر نور معرفتكم.. فأكون بحضرتكم.. وإن عاد بي الجسد.. فستبقى الروح في موطنها.. موطن آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)..