مَاذا يُريدُ الإِسلامُ للمَرأَةِ ومَاذا يُريدُها الغَربُ أَنْ تَكُونَ؟

زهراء صلاح الطائيّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 154

دائمًا ما يُثار موضوع حقوق المرأة من قِبل مدّعي التحضّر في محاولة دسّ السمّ في العسل، وتضعيف صورة الإسلام الذي جاء بسلسلة من الحقوق والواجبات لكلّ البشرية بدون استثناء، فنرى أوجه الاختلاف بين الحقوق التي يطالب بها الغربيّون تحت عنوان العقل المنفتح(1)، وبين الحقوق التي جاء بها الإسلام والتي تضمن لها الحفاظ على منزلتها الراقية، على الرغم من محاولة البعض تدنيس تلك المنزلة وتشويهها. حقوق المرأة في الغرب هي أن تصبح سلعة تُباع وتُشترى، وأن تكون آلة للربح، وحرّيتها في إفسادها. إنّ الدول الغربية التي تتشدّق بحقوق المرأة، وتشنّ الحملات على المسلمين تحت غطاء حرّية المرأة وحقوقها المسلوبة، ترمي من ذلك إلى استخدام المرأة أداةً في الشرّ وإفساد المجتمعات، حتى تتمكّن من تنفيذ أجندتها التي لا ينمو نبتها إلّا في وسط المستنقعات، وإذا نظرنا نظرة خاطفة لواقع المرأة في الغرب، فسنلاحظ كيف أنّ الغرب قد سلبت حتى أدنى حقوقها المشروعة، لا بل حتى تمّ استعبادها واسترقاقها، وجعلوها بمثابة آلة يتحكّم بها المجتمع المادّي، وهذا الشيء لم نجده في الإسلام، بل جعلها معزّزة مكرّمة مصانة. وإذا عرّجنا قليلًا على الإحصائيات، فسنرى أرقامًا خياليةً عن حقوق المرأة المسلوبة، حيث تتعرّض المرأة بشكل يومي إلى حالات الاعتداء الجسدي واللفظي وغيرها، فكلّ ما تفعله الأنظمة الغربية اليوم من حملات وشعارات وبثّ ثقافات تحت عنوان حرّية المرأة، ما هو إلّا محاولة ضرب المجتمعات الإسلامية عن طريق المرأة؛ لأنّ الأمم تنهض بالعلم وبمجتمعاتها، والمرأة أحد أفراد المجتمع. فلتحذر المرأة من تلك المخطّطات، ولتحاول أن تنهض بواقعها وواقع بلدها، جنبًا إلى جنب مع الرجل، في ضمن الحدود التي وضعها الإسلام حفاظًا على مكانتها التي ميّزها الله (عزّ وجلّ) بها، فالحرّية لا تتمثّل بالتجرّد من القِيم والأخلاق، وجري المرأة وراء صرعات الموضة، متناسيةً كيانها لتكون أسيرة لهذه الأفكار الدخيلة، بل حرّيتها تكون بتمسّكها بتعاليم دينها والحقوق والواجبات التي فُرِضت عليها لصالحها. ........................ (1) open mind