كَيفَ تُعَلِّمينَ طِفلَكِ الرَّفْضَ؟
كلمة (لا) من الكلمات المحظورة على الأطفال، يُسمح لهم بسماعها من المربّي فقط، سواء كانت الأمّ أو الأب أو الأقرباء، وممنوع قولها من قِبلهم، أو نطقها تعبيرًا عن رأي، أو إبداء رفضهم لأمر ما، سواء كان مهمًّا أو غير مهمّ. هذا الأسلوب من الأساليب الشائعة في تربية الطفل، يتّبعه أغلب الأُسر في مجتمعاتنا العربية؛ إرضاءً للمجتمع الذي يعيشون فيه. ومع حرص الآباء والأمّهات على تنشئة أطفالهم بشكل سليم وصحّي قدر الإمكان، فأنّه تظلّ بعض الأخطاء التربوية التي قد يقترفونها بدون قصد، فتؤثر في نشأة الأطفال. ولا يقتصر تأثير التربية على مرحلة الطفولة، بل يمتدّ أثرها لمدى الحياة. ووفقًا لعلماء نفس الطفل فإنّه من الضروري قول (لا) في بعض الأحيان والمواقف، فهي كلمة مهمّة؛ لأنّها تساعد طفلكِ على وضع الحدود، ممّا يساعده ذلك على نموّه جسديًّا وعاطفيًّا وعقليًّا. إنّ قدرة طفلكِ على الرفض وقول (لا) لا تعني رفضه لكلّ شيء؛ فرفضه للعنف، أو عناق من شخص معيّن، يختلف عن رفضه عندما يُطلب منه التوقّف عن اللعب بالأجهزة الإلكترونية، فمن طرق حماية طفلكِ من أيّ اعتداء جسديّ، أو تعرّضه لأمور لا أخلاقية، هو تعليمه الرفض، وذلك عن طريق منحه القوّة، والثقة، والقدرة على الرفض، فإذا فَهِم ذلك، فإنّه سيكون قادرًا على إخباركِ بأيّ اعتداء يتعرّض له من أحدهم. وبحسب رأي الخبراء النفسانيين، فأنّ أغلب الأطفال الذين يتعرّضون للعنف، أو لأمور لا أخلاقية هم الذين يخافون الرفض، ويخشون من نطق كلمة (لا)؛ لأنّه قد صُوِّر إليهم أنّ هذه الكلمة ليست من حقّهم، وهناك دراسة تبيّن أنّ أكثر الأطفال الذين تعرّضوا لأذىً غير أخلاقي من قِبل الآخرين كانوا مهزوزي الشخصية. يجب إعطاء الطفل حقّه في الاعتراض وقول (لا)، وتوعيته بذلك، ومن حقّه رفض أيّ موقف غير مريح له، واحترام رأيه بدون تخويفه، وأنّه عليه الرفض إذا ما شعر بعدم الأمان عند لمس أحدهم له، فلا يخاف من قول (لا) مطلقًا.