رياض الزهراء العدد 182 التربية الرقمية
مُتَلازِمَةُ النَّصِّ العُنُقِي.. دَاءُ العَصْرِ فَاحذَرُوهُ
ازدحمت الحياة بالكثير من المؤثرات وإفرازات العصر الحديث، وشكّل العالم الرقمي تحدّيات كبيرة ومزدوجة لذوي الاختصاص؛ لإحداث الفائدة والرفاهية في الاستخدام الصحيح للبالغين والأطفال. وقد حذّر الأطبّاء من تداعيات نفسية وجسدية خلقتها التكنولوجيا الحديثة بوسائلها، وشكّلت العلاجات دورًا كبيرًا في تصحيح السلوكيات الخاطئة، والتعامل الصحيح للتنقّل عبر شبكات الإنترنيت بطريقة آمنة، والاستفادة القصوى من التكنولوجيا وأدواتها. وتُعدّ سلامة الأطفال في وصولهم إلى المحتوى الآمن واستخدامهم الصحّي لتقليل المخاطر النفسية والجسدية أمرًا في غاية الأهمّية؛ نظرًا لعدد الأطفال الذي يتعدّى ثلث المستخدمين في العالم بحسب إحصائية منظّمة الـ(يونيسيف). سلوكيات جسدية إنّ الحركات الخاطئة في طريقة الجلوس عند تصفّح الهاتف أو ممارسة الألعاب الإلكترونية من السلوكيات التي ركّز الطبّ عليها؛ لخطورتها على مختلف الفئات العمرية والطبقات التعليمية، وتصيب الصغار بالأمراض العنقية المبكرة. ويعدّ مرض (الرقبة النصّية) أو (النصّ العنقية) داء العصر، وهو الانحناء إلى الأمام عند تصفّح الأجهزة الإلكترونية بأنواعها، وهو ما سبّب حيرة الآباء والأمّهات لمعرفة السبيل الأمثل للاستخدام. وأفضل الحلول التي يوصي بها المتخصّصون هو استعمال الأجهزة في أوقات منظّمة ومقنّنة قدر الإمكان، وعدم البقاء في وضعية واحدة لساعات طويلة. مثلما تسهم الحركات الرياضية في التقليل من أضرارها، ليس للصغار فقط، بل للكبار أيضًا، ومن هذه الحركات لفّ الرقبة بشكل يومي من اليمين إلى اليسار، وعمل حركة دائرية للرقبة من الأعلى إلى الأسفل عشر مرات بشكل متواصل يوميًا، ورفع الرأس إلى الأعلى، ثم إنزاله ببطء إلى الأسفل. أسلوب المعاملة اللطيف تؤدّي النصيحة بأسلوب لطيف إلى تنمية علاقة إيجابية مع الطفل، وإلى إفهامه ما الضرر المترتّب على سلوكه في حال عاند، أو لم يستمع إلى النصيحة. وبدلًا من الصراخ والعصبية واتّهامه بأنّه لا يسمع الكلام، أو معاقبته جسديًا، أو أخذ الجهاز منه بالقوّة، بدلًا من ذلك كلّه على الأمّ أن تسمعه الثناء والمديح، وتعزّز لديه صفة الطاعة وإن كان لا يتمتّع بها؛ ليشعر بمحبّة الأهل ورضاهم، ويكون لديه حافز لعدم فقدان الحبّ الذي يشعره بالتميّز. مثلما أنّ على الأمّ أن تشرح لطفلها أنّه ليس كلّ ما يراه مفيدًا، وتكرّر عليه الإرشادات بشكل مستمرّ حتى يكون من ضمن نهجه وأسلوبه انتقاء ما يريد مشاهدته.