حَمِيدَةُ والجَدَّةُ

زهراء خضر الموسويّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 171

أتت حميدة راكضةً وارتمت بسرعة في حضن جدّتها، وبدأت تجهش بالبكاء، استغربت جدّتها كثيرًا وبدأت تسألها: ـ ما بكِ يا صغيرتي، ما الخطب؟ فرفعت حميدة رأسها وعيناها تلمعان من كثرة الدموع قائلةً: ـ هل الله لم يعد يحبّني حقًّا يا جدّتي؟ أنا آسفة، لكنّي أريده أن يحبّني مجدّدًا! واستمرّت ببكائها، فرفعت الجدّة رأس حفيدتها إليها، وقالت: ـ لِمَ تقولين ذلك يا جميلتي الصغيرة؟ فأجابت حميدة: ـ لقد رميتُ اليوم حجرًا على قطّة صغيرة بداعي المزاح، لكي يضحك أصدقائي معي، لكن إحدى صديقاتي قالت لي: ـ إنّكِ آذيتِ القطّة، والله لن يحبّكِ بعد اليوم. التزمت الجدّة الصمت لدقائق معدودة، ثمّ قالت: ـ يا بُنيّتي، إنّ الله يحبّنا جميعًا، فهو يحبّ جميع مخلوقاته، لكن فعلكِ هذا ليس بصحيح، ويجب أن تصلحي خطأكِ هذا، فالله يحبّ التوّابين المصلحين. قالت حميدة: ـ كيف أصلح خطئي يا جدّتي؟ أجابتها الجدّة قائلةً: ـ اذهبي واطمئنّي على القطّة، وأعطيها بعض الطعام والشراب، وإن كانت جريحةً فعليكِ أن تداوي جرحها، والأهمّ من ذلك كلّه...وسكتت الجدّة. استغربت حميدة وسألت: ـ ما الأهمّ من كلّ ذلك يا جدّتي؟ أجابت الجدّة: ـ الأهمّ من ذلك هو أن تقطعي عهدًا بينكِ وبين الله تعالى بأن لا تؤذي الحيوانات، وأن لا تؤذي أحدًا بكلمة أو فعل، وتذكّري دومًا بأنّ الله يحبّنا دائمًا. ابتسمت حميدة وقالت: ـ سأفعل يا جدّي.