قَمَرٌ عَلَى ضِفَافِ الخُلُودِ
أنا والقمر نزيلا ليلٍ يعذّبنا السهر، دمعي قنديل والذكرى بحر أغرق سُفن الكلام، صمت يعمّ الأرجاء، ولحن يعزف السؤال: أيّها الملقّب بالخلود، كيف حال العطش؟ أنّى للمواسم أن تعود بلا لون وقد انتشى النصل من روح المعاني؟ أيقظ أيّها الشاطئ أحزاني، وردّني إلى العمر الآفل بصرخة هزّت الأعوام، وأرضخت التاريخ أن يكتب ملاحم صبره بالأحمر القاني. أيّها السالك الزمن سفرًا، هل تكتبنا الأيام مثلكَ نهرًا يسقي التائقين إلى المجد؟ هل عذّبتكَ الجراح حين صلّت الوتر عند كفّيكَ؟ ما بال السؤال يعذّبني؟ وما بالُ سرّكَ يرجع الصدى في روحي؟ أيّ كهف تعذّبت فيه الحروف سوى ذلك المكنون بمدينة البكاء؟ أيا سرًّا أودعته فينا الحياة، عُد بنا إليكَ، دُلّنا على رسم معناكَ في وجه الوفاء، فكلّ الذين استمرّوا بذكركَ عاشوا أنقياء، لم تُنزع منكَ إلّا الكفّان حين أودعتَ الكون صراط اسمكَ؛ ليمرّ الخالدون في العطش على ضوء أخضر من راية الحبّ في عينيكَ..