طَيفُ فُصُولِ الحِكَايَة

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 195

ابتهلتْ أيامُ الزمانِ ترسُمُ على أوراقِها طيفَ سرِّ البقاء.. فوهَجَ قَبسٌ من أنوارٍ بالعرشِ مُحدِقَة ترعَاه عينُ السَّماء.. ومرّتْ السنونَ والأيامُ تبتهلُ بدمعٍ رقراقٍ على كون قَطَبَ(1) الظلم عليه ودارا.. (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ)(2) آياتُ ذِكرٍ رَتّلتْ على أذانِ الفجرِ تباشيرَ لطَيفِ المنتظرِ في النفوسِ المطمئنةِ جهارا.. متممٌ العزُّ صلاةَ فجرِهِ بتسابيحِ مَجدٍ على مَدَى الأفقِ لا يَتوارَى.. مُمطِرٌ الذِكرُ الحكيمُ سِرّاً قد فَاحَ باسماً بالبهاءِ وَدْقا(3).. فاهتزَّتْ مُعصِرَاتُ جِبريلَ مُنزِّلةً ترَاتيلَ (اقْرَأْ) في سُورةِ العَلَق.. وبنَدى (العادياتِ) سُرّت(4) صَبَاحاً بألقٍ مُرحِّبةً، وسحْرِ أَحرفِ الزّلزَلَةِ جَمحتْ تغزو مُنكِراً وفَاسِقاً.. ورَفيفٌ على السَّمعِ رَفّ مُقلِّباً طَرفَ طيفٍ لحبِّه والهٌ.. فَرَكَزَ هَوى المنتظرِ أَحرُفَ الانتظارِ شِعاراً.. أتبَعه رَحيقاً سَكَبَ ابتهالُهُ غَلا طيفٍ لاسمِهِ في الدَّمِ يشعُّ القلبُ هدىً وأنوَارا.. و..(الْأَرْضَ يَرِثُهَا)..(5) بِها ابتهلنَا وشاركنَا بِها الرَّجا.. وبالجهاتِ الأربعِ في كلّ صباحٍ نُقرِئُُك سلامَ السَّبعِ المَثَاني والكُرسيّ وسورةِ الفلق.. تَذكرةٌ للوالهينَ إنّ الطيفَ برَضوَى أم بذي طوى منتظِراً لا حولَ عنه ولا بَدَلا.. مُجدّداً قواعَد لدين المُصطفى في أمةِ شّركٍ هدّمت بأفكارها البنيانا.. صِنْوٌ مَن في حقِّ انتظارِه نَزلتْ آياتٌ للذكر تبيانا.. للمصطفى (هَلْ أَتَى)(6) قَد أُنزلَتْ، وللصِّنوِ المُنتَظرِ تَتمُّ أنعمٌ جمّا.. فأطيافُها لاحتْ بشائرَ طيفِ فصولِ حكايةٍ قد جاءتْ بنصرٍ متسلسلٍ مُتّسقٍ.. ............................ (1) قَطَبَ: ضمّ حاجبيه وما بين عينيه. المصدر: لسان العرب (2) (الانشقاق:18). (3) الودق: المطر. المصدر: لسان العرب (4) سُرّت: أفرحت وأبهجت قلبهُ. المصدر: معجم المعاني (5) (الأنبياء:105). (6) (الإنسان:1).