رياض الزهراء العدد 83 ألم الجراح
لاجِرَاحَ
لا جِرَاح في شهرِكَ الميمونِ يا جَبلُ.. عَجَزتْ الفَضائِلُ عن النّظرِ إليكَ.. على أعتابِكَ رأيتُ الشَّرفَ مفترِشاً عَباءتَهُ... والتقى هائمٌ بحبِّك يَطوفُ معَ الزائِرين.. حَولَ ضَريحٍ ضَمَّ في جوانبِهِ كلَّ الفَضَائل.. فكُنتَ أباً لها.. يا أبا الفضلِ.. حَويتَ نَقاءَ الفَضَائل.. فتَحلَّقَتْ حَولَك مَدهُوشَةً.. ووَقفتْ أمامَ نُورِك حَائِرةً خَجْلَى.. فقَد أَخرَسَها بَهاؤكَ وتَنَاثرَتْ أمامَكَ هيبتُها.. وذَوتْ ذاتُها أمامَ كبريائِكَ, وهدَّتْ أركانُها.. واهتزَّتْ جُدرانُها.. لأنها تعلّمتْ دُروساً بليغةً جعلتهَا تُعلِنُ إفلاسَها.. وتَستقيلُ مِن منصبِها بكلِّ خُشُوع وتُعلِنُ غِنَاك على المَلأ.. معلنةً أنك أبو الإباء, وأبو الفضل كلّه..