الصِّدّيقَةُ الطّاهرَةُ.. مِرآةُ الحياةِ وحَياةُ المَرأة

العلوية رفاه مهدي علي/ماجستير علم نفس تربوي
عدد المشاهدات : 264

دورها كعالمة نعم فهي العالمة غير المعلّمة, كيف لا, وأبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدينة العلم، وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بابها, لذا كانت النسوة يجتمعنَ حولها ويتلقينَ منها علوم الإسلام، ويسألنَها عن كلّ شيء؛ لذا نجد العديد من الروايات التي تبيّن لجوء النسوة إلى الصدّيقّة الطاهرة (عليها السلام) في حلّ قضاياهنّ, وكمثال على ذلك, بالإسناد عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) قال: "قالت فاطمة (عليها السلام) - وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شيء من أمر الدين، إحداهما معاندة، والأخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاً شديداً - فقالت فاطمة (عليها السلام): إن فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك، وأنّ حزن الشيطان ومردته بحزنها أشد من حزنها".(1) كما قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): "حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فقالت: إن لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة (عليها السلام) عن ذلك، فثنت فأجابت، ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت، ثم خجلت من الكثرة فقالت: لا أشق عليك يا ابنة رسول الله: قالت فاطمة (عليها السلام): هاتي وسلي عمّا بدا لك، أرأيت من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار، يثقل عليه فقالت: لا، فقالت: اكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً، فأحرى أن لا يثقل علي".(2) ولم تكن المعلّمة والمربّية للنساء فقط بل للرجال أيضاً عن طريق النساء, فقد قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاسأليها عني أني من شيعتكم أم ليس من شيعتكم؟ فسألتها فقالت: قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عمّا زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا".(3) ويكفي أن نطّلع على خطبتها الفدكية التي ألقتها في المسجد النبوي الشريف, لنرى مقدار العلوم والمعارف التي تحويها, والتي تحتاج إلى مجلّدات لتوضيحها. ......................................... (1) بحار الأنوار: ج2، ص8. (2) مستدرك الوسائل: ج17، ص251. (3) بحار الأنوار: ج65، ص155.