الفِكرَةُ المِحوَرِيَّةُ وَشُعَبُهَا

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 146

مضمون السؤال: خطيبة المنبر الحسيني في موسم عاشوراء تحتاج إلى التغيير في طرح المحاضرات، والقدرة على التأثير، بخاصّة القضايا الاجتماعية، والتربوية، وحتى الطبّية منها، فما الخطوات التي يجب أن تتّبعها من أجل موسم عاشورائي حسيني ثقافي مميّز؟ مضمون الردّ: من بين جميع حركات الحياة الموجودة، لا بدّ من وجود فقه لكلّ حركة منهنَّ؛ لأنّ الأحكام الشرعية من حلال وحرام، لا تنحصر في مفردات حياتنا اليومية البسيطة، بل تتعدّاها إلى أمور أكثر أهمّيةً وتعقيدًا، كالقضايا الاجتماعية، والطبّية، وغيرها من القضايا التربوية، والثقافية، وعليه فلا بدّ من أن تكون الخطيبة ملمّة بهذه المسائل، وأهمّها الناحية الاجتماعية عن طريق اللقاءات العامّة التي تُجرى مع مختلف الناس، على اختلاف دياناتهم، ودولهم، ومعتقداتهم، وعلى المرأة التي تقوم بلقاء مع النساء أن تكون على مستوى عالٍ من التعليم الفقهي الصحيح، وأن تكون على دراية بالمجالات الأخرى في هذه المواقف واللقاءات المختلفة، ولتسعَ الخطيبة إلى وضع أفكار رئيسة ومدروسة من أجل تحويل المجالس إلى محطّات تعليمية، فيما إذا أخذت خطيبة المنبر الحسيني دور المعلّمة. فعميد المنبر الحسيني، الشيخ أحمد الوائلي - رحمه الله - كان يفتتح محاضراته بآية من كتاب الله (عزّ وجلّ)، فيشبعها بحثًا مطوّلًا، ثم يَختِم المجلس بذكر مصائب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام)؛ ليكون هذا المجلس عبارة عن محاضرة ذات فكرة محورية، ولها شُعب من الممكن أن تعالج العديد من القضايا الاجتماعية، والاقتصادية، والتربوية، والثقافية التي يسعى إليها المحاضر والمتلقّي على السواء. قال الله تعالى في كتابه العزيز:﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾(الرعد: ١٩)، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "تفكّر ساعة خير من عبادة سنة"(١)، فنستشفّ من ذلك الأهمّية القصوى للتفكّر، وربّما يدور في خَلَد البعض بأنّ هذا الفعل البسيط لا أثر ولا أهمّية له في الحياة، حيث إنّه يحدث بصورة مستمرّة طوال مدّة وجودنا على وجه البسيطة.