الطَّاغُوتُ نُمرُود
قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة: ٢٥٨). س١: جاء في الآية الكريمة: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، إذا كانت الهداية والضلالة من أفعال الله تعالى، فلماذا لا يهدينا جميعًا؟ س٢: لماذا قدّم إبراهيم (عليه السلام) دليلًا آخر، هل لأنّ: ١- الدليل الأول خطأ. ٢- الدليل الثاني أهمّ. ٣- الدليل الأول أهمّ، والثاني لا يعني صرف النظر عن الأول، بل يُضاف إليه. س٣: هل جدال الملك كان بحثًا عن الحقيقة أم لا، وما الدليل؟ اللغز كان في زمن نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام) ملك جبّار يدّعي الألوهية، ويرى نفسه معبودًا وخالقًا، لم يذكر القرآن الكريم اسمه، لكن ورد اسم (النمرود بن كنعان) في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام)(١). قام نمرود بمحاججة إبراهيم (عليه السلام)، فسأله: مَن هو الإله الذي تدعوني إليه؟ فأجابه (عليه السلام): (ربّي الذي يحيي ويميتُ)؛ لأن قضيّة الحياة والموت أوضح آية على قدرة الله تعالى، لكن نمرود اتّخذ طريق المجادلة، وتزييف الحقائق، فقال: (أنا أحيي وأميتُ)، ولأجل إثبات هذه الدعوى الكاذبة، أمر بإحضار سجينين، فأطلق سراح أحدهما، وأمر بقتل الآخر. فقدّم إبراهيم (عليه السلام) دليلًا آخر لإحباط هذه الحيلة، وكشف زيف الملك المغرور، قائلًا: إنّ الله يأتي بالشمس من المشرق، فأتِ بها من المغرب! هنا صُدِم نمرود وعجز عن الكلام؛ لأنّه لا يستطيع فعل ذلك، والله لا يهدي القوم الظالمين. ................................... (١) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج٢، ص١٦٧. أجوبة قصّة طالوت: ج/ لأنّ النَسَب الرفيع والمال امتيازات اعتبارية خارجية، أمّا العلم والقوّة الجسمية، فهي امتيازات ذاتية، وتؤدّي دورًا مهمًّا في شخصية القائد. ج٢/ ١- التوفيق من الله تعالى.