الإعلَامِيَّةُ رَملَة الخُزَاعي: عَمَلِي فِـي العَتَبَةِ العَلَوِيَّةِ الـمُقَدَّسَةِ هِي بِدَايَةُ انْطِلَاقَتِي الحَقِيقِيَّة

أجرت الحوار: دعاء الحسيني
عدد المشاهدات : 193

في ظلّ وجود الكثير من الوسائل الإعلامية المتاحة، وعلى الرغم من هذا فنحن نفتقد المصداقية أو حتى الموضوعية في نقل المعلومة لتصبح الحقائق مشوشة في عقولنا أو شبه مبهمةٍ ولكن يبقى عطر الإعلام الإسلامي الصادق والهادف منتشراً بصورة واسعة ليحقق هدفه المنشود ولنجد إشراقة تنبض بكلّ فخر واعتزاز لتشق طريقها نحو إعلام إسلامي بنّاء، وهذا ما أثبتته الإعلامية (رملة الخزاعي)/ مديرة تحرير مجلة نور الولاية/ العتبة العلوية المقدسة، وكان أول سؤال وجّهناه لها: حدّثينا عن رملة الخزاعي، وكيف بدأت في المجال الإعلامي: أحمل شهادة الدبلوم في العلوم الإسلامية وحاصلة أيضاً على شهادة البكالوريوس من كلية الفقه/ جامعة الكوفة، وشاركتُ في دورات في الصحافة والإذاعة والإعلام، وشاركت أيضاً في ورشِ عملٍ لندواتٍ ومؤتمرات إعلامية. بدأتُ رحلتي في مجال الإعلام قبل سبع سنوات تقريباً مع (مجلة البصيرة)، وواصلتُ إلى هذا اليوم العمل بها، وعملتُ في (مجلة الصديقة)، وعملت في (صحيفة الحوزة والجامعة) وكتبت لمجلات ومطبوعات متعددة، وأيضاً كتبتُ لمواقع ومجلات الكترونية.. لكن رحلتي الحقيقية بدأت عندما استشعرت معنى الخدمة الحقيقية، وكان هذا عند التحاقي في سلك الخَدَمَة في مرقد مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) في قسم الإعلام؛ لأبدأ رحلة جديدة تضيء حياتي بوهج نورها المستمَد من شعاع النور (نور الإمام علي (عليه السلام)) مع (مجلة نور الولاية) وهي مجلة شهرية، نسوية، ثقافية ومنوعة، دخلت في سنتها الأولى من تاريخ إصدارها. مَن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك؟ حينما كنتُ في المعهد كان لدينا امتحان في مادة معينة، وقد أعطانا الأستاذ (محمود الخفاجي) سؤالاً عن أثر العبادات في تنظيم سلوك الإنسان، وهو سؤال من خارج المنهج يتطلب جواباً تعبيرياً مما أدى إلى امتعاض الكثير من الطلبة، وبعد مدة أرسل الأستاذ في طلبي، وقال لي أن أنقل الإجابة التي كتبتها للسؤال الخارجي في ورقة الامتحان إلى ورقة أخرى وبعدها جلب معه مجلة قد نُشر فيها ما كتبته، وكان للدكتور (محمود الخفاجي) الفضل الكبير في اكتشاف موهبتي وصقلها، فهو من الأشخاص الذين ما زلت متواصلة معه مستمدة من خبرته وتوجيهاته لي، وهناك الكثير من الأشخاص الذين قدّموا الدعم لي وخاصة أمي الحنونة ـ أطال الله في عمرها ـ. ما الذي أضافته المسيرة الإعلامية إليك وماذا أضافت (رملة الخزاعي) إلى العمل الإعلامي؟ تعلّمت الكثير عن طريق مسيرتي في الإعلام، فإنَّ أيّ إعلامي يستطيع أن يثبت وجوده في مجالات الإعلام الكثيرة وخاصة إن كانت انطلاقته بصورة صحيحة، ومهما كان عمره صغيراً وفي ضمن حدود الشريعة الإسلامية وفي مقدّمتها اتباع نهج أهل البيت، وأضاف لي عملي في خدمة أمير المؤمنين (عليه السلام) الكثير، وأشعر أن عملي في هذا المكان المقدس هو بداية انطلاقتي الحقيقية، أمّا بالنسبة إلى ما حقّقته وأضفته إلى المسيرة الإعلامية، فأستطيع أن أقول إنني سجلتُ حضوراً في الساحة الإعلامية. هل المرأة المسلمة الملتزمة استطاعت أن تحقق النجاح في المجال الإعلامي وما تعليقك على بعض ما يقال بأن المرأة المحجبة والملتزمة لا يوجد لها حضور في الساحة الإعلامية؟ الالتزام بالدين هو الذي يُنجح العمل الإعلامي، وستبقى المرأة الملتزمة التي تحافظ على دينها وحجابها تسجّل حضوراً كبيراً في الساحة الإعلامية وترفدها بالنتاجات الفكرية التي تساهم في رفع المستوى الثقافي للمرأة المسلمة، وهناك جهات كثيرة تحاول أن تنال من الإسلام عن طريق المرأة، ونحن نرفع من شأن الإسلام بالمرأة المسلمة التي تصون دينها ومذهبها باقتدائها بمسيرة السيّدة فاطمة (عليها السلام) والسيدة زينب (عليها السلام). هل حققتِ طموحك عن طريق مجلة (نور الولاية)؟ حينما دخلت إعلام العتبة بدأتُ رحلةً جديدةً بل فُتِحَت لي آفاق كثيرة، واستشعرت العناية الإلهية وعناية أمير المؤمنين (عليه السلام)، حتى صرتُ لا أبالي لأي شيء، أفكر كم سأقدم وكم قدمت فقط. الأفق الأول الذي فتح لي المجال الإذاعي فببركات مجلة نور الولاية التحقت بإذاعة العتبة لأبدأ بلون آخر من ألوان الخدمة، فبدأتُ رحلةً مع برامج مباشرة وتسجيلية، والآن أنا أقدّم برنامج (معاً نحو علي) عن طريق إذاعة العتبة، ويُبثّ كذلك عن طريق الإنترنت، وهو برنامج حواري مباشر نناقش فيه المسائل الخلافية بين الشيعة وبين أبناء العامة، ويوجد معي في الأستوديو ضيف ثابت، وقد نال هذا البرنامج صدىً واسعاً بين المستمعين، ويتصل على البرنامج من المخالفين أيضاً، وهذا كلّه من بركات سيّدي الأمير (عليه السلام)، فقد قطفت ثماراً ومازلت أقطف من بستان نور الولاية الذي يرتوي من غدير الإمام علي (عليه السلام). ما هي مشاريعكِ المستقبلية؟ نحن نعمل في المجلة كفريق عمل مشترك وطموحاتنا كبيرة ولدينا مشاريع مستقبلية منها: إقامة مؤتمرات وندوات الهدف منها رفع المستوى الثقافي للمرأة، ونطمح بإيصالها إلى كافة الجامعات العراقية وكلّ هذا يهدف إلى إيصال كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى كافة الناس، ولدينا مشروع مستقبلي لإنشاء مجلة خاصة بالفتيات. كلمة أخيرة دامت مجلتكم.. مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) دانية بقطوفها التي تنهل من عباس الإباء حروفاً ذهبية تضيء للزينبيات في كلّ مكان.