رياض الزهراء العدد 184 ملف عاشوراء
لُيوثٌ خَالِدَةٌ
طرّ فجر ذلك اليوم الحزين، محن ومصائب ونكبات، جراحات وآهات، وها هو دنس الظلم قد انبرى؛ ليلوّث أرض الطهر والمقدّسات، أرضًا تزيّنت بالدماء الطاهرة. تساقطت الشموس المضيئة وتناثرت، فارتمت فلذّات أكباد الرسول (صلّى الله عليه وآله)، حيث تسابق ليوث الطفّ في الورى، كبيرهم وصغيرهم في كنف الحسين (عليه السلام) قد ارتموا، نكاد نسمع في ردهات الحزن الصامتة أصوات الليوث الباسلة، حاملين رسالات الرسول (صلّى الله عليه وآله) من جديد، ضحّوا بدمائهم الزكية الطاهرة، وقدّموا تضحيات باهرة في سبيل الدين، ومنهج الرسالة، ومكارم الأخلاق. أيام طويلة مضت، وليالٍ مظلمة أزلفت، وما يزال ذكركم سادتي نورًا ساطعًا في الليالي الحالكة، يضمّد جراح أيامنا، فتسكن أوجاعنا، ويمسح على قلوبنا، ويغلق مجاري الدموع، فأنتم السُرج في ظلمات أيامنا.