رياض الزهراء العدد 184 رياحين الحسين (عليه السلام)
المُصِيبَةُ الكُبرَى
العمر :١٠ سنوات أقبل يا بن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، بهذه الكلمات كانت الدعوات للإمام الحسين (عليه السلام) في القدوم إليهم وتخليصهم من ظلم حكم الأمويّين، لكن حين وصول الإمام (عليه السلام) لم تنصره إلّا فئة قليلة، والبعض من الأنصار كان في سجون الطغاة، وهناك مَن تخلّف عن النصرة. قُتِل الإمام وأبطال عاشوراء، وسُبِيت النساء والأطفال، ومن الأمور التي علقت في ذهني عن يوم عاشوراء هو قربة العبّاس (عليه السلام)، ذلك الصنديد الذي آثر على نفسه شرب الماء، وضحّى بنفسه دون أبي عبد الله (عليه السلام)، وقُطعت يساره ويمينه، فسلامُ الله عليهم يوم وُلدوا ويوم استُشهدوا ويوم يُبعثون. اسمي فاطمة أسعد من كربلاء، عمري ١٠ سنوات: اعتدتُ الذهاب مع والديّ إلى مجالس العزاء في عاشوراء، ومن الأمور التي أثّرت بي هو قصّة السيّدة رقية (عليها السلام)، وكيف استُشهدت على رأس والدها عندما قدّموه لها في طشت، ولم تكن تعلم به، فماتت مظلومة باكية من شدّة الألم. اسمي عبّاس أحمد عبّاس، وأخي اسمه حسين من محافظة كربلاء: أتمنّى أن يكون قلبي شجاعًا كشجاعة العبّاس (عليه السلام)، وأن أضحّي بروحي من أجل أخي حسين، مثلما ضحّى أبو الفضل العباس من أجل أخيه الحسين (عليهما السلام)، ولم يتراجع عن حمايته حتى نال الشهادة، تقول أمّي لي دائمًا: كُن شبيهًا بخُلُق مولاكَ العبّاس وشجاعته، فاسمك عبّاس، ويجب أن تتحلّى بصفاته، فالعباس كان شجاعًا وفيًا، مضحّيًا من أجل الحقّ، وحبًّا بأخيه الحسين (عليه السلام). اسمي مريم ضرغام/ الصفّ الرابع: أحبّ عبد الله الرضيع، ذلك الطفل الذي قتله الأعداء عطشانَ، ودائمًا أمّي تحدّثني عن أطفال الإمام الحسين (عليه السلام)، وكيف تحمّلوا التعب، وحرارة الشمس، وضرب الأعداء، لكنّهم كانوا أطفالًا مؤدّبين يحبّون الله ورسوله، ولا يُؤذون أهلهم. فرح ماجد محسن من بغداد، عمري (١٢) سنة: ممّا حفظتُ عن سيّدي ومولاي الحسين (عليه السلام) "إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون، أيّنا أحقّ بالبيعة والخلافة"(١). ............... (١) بحار الأنوار: ج ٤٤، ص ٣٢٥. اسمي فاطمة الزهراء لؤي من كربلاء، عمري ٩ سنوات: حدّثني أبي أنّ سنة ٦١ للهجرة حدثت واقعة أليمة، إذ قُتِل أتقى الأتقياء، وسبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وريحانته مع مجموعة من أهله وأنصاره ومحبّيه في أرض كربلاء، وهو يسرد الحادثة وما جرى في ذلك اليوم، فتبادر إلى ذهني جرم داعش وما فعلوه بوطني الحبيب، وكيف خرجت الناس مدافعة عن تلك الأرض. إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو امتداد للحرية والإباء والشجاعة، وعلينا أن نقتدي به ما حيينا.