رياض الزهراء العدد 184 مسيرة السبي
رِحلَةُ سَبَايا الرَّكْبِ الحُسَينِــــــــيِّ وَالأَحداثِ التي صَاحَبَتْها
منزل عسقلان وما حدث فيها تقع في العراق، و قد مرّ بها ركب السبايا قبل وصولهم إلى الموصل على ما يبدو، و لم نعثر عليها في الخرائط و لا في معاجم البلدان، و قد ذكرها السيّد محمّد مهديّ الحائريّ في (معالي السبطين) قبل الموصل، و فيها حصلت إحدى المحاولات لاستنقاذ الرؤوس والسبايا من أيدي المجرمين، قال: ...وساروا مجدّين إلى أن وصلوا إلى بلد يُقال له عسقلان، و أمير ذلك البلد يعقوب العسقلاني، وكان في حرب الحسين (عليه السلام)، فلمّا وصل العسكر مع الرأس والنساء، أدخلوهم إليه، فأمر بتزيين البلد، وكان رجل تاجر اسمه زرير الخزاعي واقفًا، فلمّا رأى الناس على ذلك، استفسر عن سبب هذا الفرح والسرور، فأجابوه بما معناه أنّ هؤلاء خوارج، لم يبايعوا يزيد بن معاوية، فبعث إليهم عسكرًا فقتلوهم، وهذه رؤوسهم ونساؤهم، فلمّا عرف أنّهم أهل بيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، اسودّت الدنيا في عينيه وضاقت الأرض عليه، فجاء قريبًا من السبايا، فنظر إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام، فبكى بكاءً شديدًا، والتقى الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وحدث بينهم حوار...(٢٠) منزل الموصل وهي مدينة في شمال العراق اليوم على شاطئ نهر دجلة، تبعد عن الكوفة زهاء ٦٠٠ كم، وكان الرأس الشريف بها لمّا عبروا بالسبي، وفيها كفّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام (٢١). قال في (نَفَس المهموم): (وأمّا مشهد الموصل، فإنّ القوم لمّا أرادوا أن يدخلوا الموصل أرسلوا إلى عامله أن يُهيّئ لهم الزاد والعلوفة، وأن يزيّن لهم البلدة، فاتّفق أهل الموصل أن يهيّئوا لهم ما أرادوا، وأن يستدعوا منهم أن لا يدخلوا البلدة، بل ينـزلوا خارجها ويسيرون من غير أن يدخلوا فيها، فنـزلوا ظاهر البلد على فرسخٍ منها، ووضعوا الرأس الشريف على صخرة، فقطرت عليها قطرة دم من الرأس المكرّم، فصارت تنبع ويغلي منها الدم كلّ سنة في يوم عاشوراء، وكان الناس يجتمعون عندها من الأطراف ويُقيمون مراسيم العزاء والمآتم في كلّ عاشوراء، وبقِي هذا إلى عبد الملك بن مروان، فأمر بنقل الحجر، فلم يُرَ بعد ذلك منه أثر، ولكن بنوا على ذلك المقام قبّة سمّوها (مشهد النقطة) (٢٢)، وسأل الناس فقالوا رأس خارجيّ خرج بأرض العراق، قتله ابن زياد، وبعث برأسه إلى يزيد، فقال رجل منهم: يا قوم هذا رأس الحسين، فلمّا تحقّقوا من ذلك، اجتمعوا في أربعين ألف فارس من الأوس والخزرج، وتحالفوا أن يقتلوهم ويأخذوا منهم رأس الإمام الحسين (عليه السلام)، ويدفنوه عندهم؛ ليكون فخرًا إلى يوم القيامة، فلمّا سمعوا بذلك لم يدخلوها، وأُخذوا على تلّ أعفر، ثم على جبل سنجار(٢٣). منزل تلّ أعفر وهو اسم قلعة ورُبض بين سنجار والموصل في وسط نادٍٍٍ فيه نهر جارٍ، وفي الوقت الحاضر يُقال له تَلَّعفر تخفيفًا، وهي تبعد عن الموصل ٧٠ كم غربًا باتجاه الحدود السورية، وقد ورد ذكرها في المقتل بعد ذكر الموصل. منزل سنجار ورد ذكرها في مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف الأزديّ، حيث قال: ... وأُخذوا على تلّ أعفر، ثم على جبل سنجار(٢٤). منزل أرمينيا الصغرى لم يدخلوها، وإنّما ساروا على طريقها، حيث قال أبو مخنف في مقتله: (...أُخذوا على أرمينيا...)، ثم إلى منزل (لينا)، وهي مدينة عراقية تقع بين الموصل ونصيبين، وبذلك يكون الأسرى قد اجتازوا أراضي أرمينيا الصغرى. مشاهد نَصيبين: وهي مدينة تركية اليوم، تقع على الحدود بينها وبين سوريا، على نهر صغير بين نهرَي دجلة والفرات، يفصلُها عن مدينة (القامشلي) السورية خطّ الحدود، وفيها ثلاثة مشاهد: أ- مسجد زين العابدين (عليه السلام) ب- مشهد الرأس في أحد أسواقها، حيث عُلّق الرأس الشريف في طريق الموكب إلى الشام. ت- مشهد النقطة، يُقال إنّه من دم الرأس هناك. قال في (نَفَس المهموم): (لمّا وصلوا إلى نَصيبين، أمر منصور بن إلياس بتزيين البلدة، فزيّنوها بأكثر من ألف مرآة، فأراد الملعون الذي كان معه رأس الحسين (عليه السلام) أن يدخل البلد فلم يُطِعْه فرسه، فبدّله بفرس آخر فلم يُطِعه(٢٥) وهكذا، فإذا بالرأس الشريف قد سقط إلى الأرض، فأخذه إبراهيم الموصليّ فتأمّل فيه، فوجده رأس الحسين (عليه السلام)، فلامهم ووبّخهم، فقتله أهل الشام، ثم جعلوا الرأس في خارج البلد ولم يدخلوه به، قلتُ: ولعلّ مسقط الرأس الشريف صار مشهدًا)(٢٦). منزل عين الوردة هي من كور الجزيرة، وقريبة من نصيبين بين الجزيرة والشام، من المدن السورية، ويذكر ابن شدّاد: فتحها عمير بن سعد أيام عمر بن الخطاب، لم يرد ذكرها في غير مقتل أبي مخنف، ويُفهم منه أنّهم لم يبيتوا فيها(٢٧). منزل حرّان ورد اسمها في (روضة الأحباب) لعطاء الله النيسابوريّ، وقد أورد فيه قصّة اليهوديّ يحيى الحراني وهي: لمّا أُدخل الأسارى والرؤوس في مدينة حرّان، خرج الناس للتفرّج، فرأى يهوديّ اسمه يحيى شفتي الرأس (عليه السلام) تتحرّكان، فدنا منه، فسمعه يتلو قوله تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: ٢٢٧)، فسأل عن الرأس، فقصّوا عليه الخبر، فنزع عمامته ووزّعها على العلويات، وجاء بقباء من خزّ مع ألف درهم إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فمنعه الموكّلون على الأسرى، فسلّ سيفه وقتل خمسةً منهم، حتى قُتِل بعد ما أسلم، وقبره في باب حرّان يُعرف بقبر (يحيى الشهيد). منزل دعوات مدينة تقع بين عين الوردة وبين قنسرين وحلب، وقال أبو مخنف في مقتله: (...وجعلوا يسيرون إلى عين الوردة، وأتوا إلى قريب دعوات، كتبوا إلى عاملها أن تلقّانا فإنّ معنا رأس الحسين (عليه السلام)، فلمّا قرأ الكتاب، أمر بضرب الأبواق، وخرج يتلقّاهم، فشهروا الرأس ودخلوا من باب الأربعين، فنصبوا رأس الحسين (عليه السلام) في الرحبة من زوال الشمس إلى العصر، وينادون: هذا رأس الخارجيّ، خرج على يزيد بن معاوية، وأهلها طائفة يبكون، وطائفة يضحكون(٢٨). مشاهد دوسر ـ بالس مرّ الرأس الشريف والسبايا على دوسر ثم بالس، ونزلوا بها، فأمّا دوسر فهي قلعة جعبر وتقع على الفرات بين الرقّة وبالس، وأمّا بالس وتُدعى اليوم (مسكنة) ففيها مشهد الطرح، ومشهد الحجر الذي وُضِع عليه رأس الحسين (عليه السلام) عند مرور السبايا بها، وهي أول بلدٍ من بلدان الشام من جهة الغرب للقادم من الجزيرة، كانت يوم نزل فيها موكب السبايا على شاطئ نهر الفرات، لكن مجرى النهر صار بعيدًا عنها مع مرور الزمن، ثم غطّى أطلالَها بعد بناء السدّ الذي أُنشئ على (بحيرة الأسد)، والقرية معروفة اليوم بالاسم نفسه(٢٩). منزل حلب لم نجد لحلب ذكرًا لمسألة مسير السبايا في مقتل أبي مخنف ولا للاسفراييني، ولكن هناك معطيات تتعلّق بالمشهدين القائمين إلى يومنا هذا عند سفح جبل الجوشن، وهما: (مشهد النقطة)، وهي من دم الحسين (عليه السلام)، سقطت من الرأس الشريف على الحجر الذي وُضِع عليه، بُنِيَ عليها مشهد الحسين (عليه السلام)، و(مرقد محسن) الذي أسقطته إحدى زوجات الإمام الحسين (عليه السلام)، وهما المتجاورين ممّا لا يمكن تجاوزهما بسهولة، حيث إنّ الركب دون شكّ ورد قنسرين التي تعدّ آنذاك (حلب) مضافةً من مضافاتها، ويؤكّد الحمويّ في المعجم على مرور موكب الأسرى من هذا الجبل، وما زال المشهدان قائمين رغم كلّ العِداء الذي أظهره خوارج هذا الزمن، فالتجأت القافلة إلى هذا الجبل، وتحصّنوا به عند منعهم من دخول حلب، وأورد الدربندّي في أسراره: ...هناك معركة دارت بين جماعة حاملي الرأس وأهل حلب، وهي انتفاضة النساء أثناء مرور السبايا بحلب بقيادة درّة الصدف ابنة عبد الله بن عمر الأنصاريّ(٣٠). قنسرين وقصّة الراهب تُسمّى اليوم بالعيس؛ لأنّها واقعة على جبل العيس، وقصّة الراهب أنّه لمّا رأى رأس الإمام الحسين (عليه السلام) وما ظهر منه من كرامات، طلب بقاءه عنده مقابل عشرة آلاف درهم، ويسلّمه لهم حين الرحيل، فقبلوا بالعرض، وكلّم الراهب الرأس، وقد أسلم الراهب حين عرف مَن هو صاحبه، والقصّة معروفة، ذكرها أبو مخنف في ذكر مسير الأسرى(٣١). معرّة النعمان وقد ذكرها أبو مخنف قائلًا: ثم إلى قنسرين، وكانت عامرة بأهلها، فلمّا بلغهم ذلك، أغلقوا الأبواب وجعلوا يلعنونهم ويرمونهم بالحجارة، ويقولون: يا فجرة، يا قتلة أولاد الأنبياء، والله لا دخلتم بلدنا، ثم غيّروا طريقهم إلى معرّة النعمان، واستقبلوهم وفتحوا لهم الأبواب، وقدّموا لهم الأكل والشرب بقيّة يومهم، واستراحوا فيها ولم يبيتوا. كفر طاب وكان حصنًا صغيرًا، فغلقوا الأبواب، فتقدّم إليهم خولّي ـ لعنه الله ـ فقال: ألستم في طاعتنا، اسقونا الماء، فقالوا: والله لا نسقيكم قطرة واحدة وأنتم منعتم الحسين (عليه السلام) والصحابة الماء، فرحلوا عند ذلك إلى شيزر. شِيزر هي قلعة على كورة في الشام قرب معرّة النعمان، بينها وبين حماة مسافة يوم، نزلوها وكان فيها شيخ كبير، فقال: يا قوم هذا رأس الحسين (عليه السلام)، فتحالفوا أن لا يُسمح لهم بدخول بلدتهم فقاتلوهم، ووقفوا على القنطرة ومنعوهم من الدخول، فلمّا لاحظوا ذلك لم يدخلوها، وساروا إلى حماة السورية(٣٢). طيبة الإمام والظاهر أنّهم قبل وصولهم إلى حماة، مرّوا ببلدة سُمّيت بـ(طيبة الإمام)، تقع شمال حماة، وسُميّت بذلك نسبة إلى الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام)، فاحتفل أهلها بالسبايا، وأطعموهم، وكسوهم، فدعا الإمام لهم، ممّا اضطر الشمر إلى سحبهم منها لتلّة واقعة شمال شرق حماة، وإلى جانب طيبة الإمام هناك جبل يُسمّى (جبل زين العابدين)، ويُذكر أنّ أهالي بعض المدن التي مرّ منها ركب الأسرى منعوهم من دخول بلدانهم، فالتجأوا إليه وباتوا فيه، لكن لا يوجد مستند في المصادر القديمة عن ذلك، ولا في الحديثة، غير أنّ الموالين أقاموا مقامًا ومسجدًا في الموضع الذي صلّى فيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) سُمِيّ باسمه، موجود إلى الآن مزارًا للمؤمنين، والله أعلم. حماة حماه من كبريات المدن السورية، ولا شكّ في أنّ الركب الحسيني قد مرّ فيها، ويذكر المؤرّخون أنّ أهل حماة أغلقوا أبواب المدينة في وجوه حَمَلة الرأس الشريف، وركبوا سور البلد، وقالوا: والله لا تدخلون بلدنا ولو قُتِلنا عن آخرنا، وكانوا قد وضعوا رأس الإمام الحسين (عليه السلام) على حجر خارج البلد، فبقي عليه أثر الدم، فأصبح فيما بعد مسجد الحسين (عليه السلام)(٣٣). الرستن هي مدينة تقع في منتصف الطريق، تابعة لمحافظة حمص، ولا يبعد مرور الركب بها لأنّها في منتصف الطريق، حيث يقول أبو مخنف في مقتله: ثمّ رحلوا إلى مدينة حماة وهم مذعورون، فغلقوا الأبواب في وجوههم، ومنعوهم من الدخول إليها، فجاوزوها من شرقيّها إلى الرستن، وكتبوا إلى صاحب حمص (٣٤). حِمص وساروا إلى حمص، وكتبوا إلى صاحبها أن معنا رأس الحسين (عليه السلام)، وكان أميرها خالد بن النشيط، فأمر بتزيين المدينة، ثم خرج وتلقّاهم على حدّ مسير ثلاثة أميال، وأشهر الرأس، وساروا حتى حمص، فدخلوا الباب، فازدحم الناس بالباب، فرموهم بالحجارة حتى قُتِل بالباب ستّة وعشرون فارسًا، وأغلقوا الباب في وجوههم، فخرجوا ووقفوا عند كنيسة قسّيس، وهي قرب دار خالد بن النشيط، فتحالفوا على قتال خولّي وعلى أخذ الرأس منه، ليكون فخرًا لهم إلى يوم القيامة، فبلغ خولّي ذلك فارتحلوا خائفين، وأتوا بعلبك، وكتبوا إلى صاحبها أنْ معنا رأس الحسين (عليه السلام)(٣٥). بعلبك على الرغم من أنّها تقع في لبنان هذه الأيام، إلّا أنّ الطريق من حمص إلى دمشق كان يمرّ بها لأنّها الأقرب، ولم تكن آنذاك حدود دولية، قال أبو مخنف: ...وأتوا بعلبك، وكتبوا إلى صاحبها أنْ تلقّانا، إنّ معنا رأس الحسين، فأمر بالزينة، ونُشِرت الأعلام، وأخذوا بالفرح والسرور، فلمّا رأت السيّدة أمّ كلثوم (عليه السلام) منهم ذلك دعت عليهم، هذا كان حالهم حين كانوا أعداءً لأهل البيت (عليه السلام)، أمّا الآن فعلى العكس من ذلك، فهم من أكبر الموالين لأهل البيت (عليه السلام)(٣٦). صومعة الراهب بعد أن خرج الركب من بعلبك، وأدركهم المساء عند صومعة الراهب، دفعوا الرأس إلى جانب الصومعة، فلمّا جنّ الليل سمع الراهب دويًّا كدويّ الرعد، فأخرج رأسه من صومعته ليرى ماذا يحدث، فنظر إلى الرأس الشريف، فرأى نورًا قد سطع منه إلى عنان السماء، ورأى الملائكة ينزلون ويقولون: يا أبا عبد الله، عليكَ السلام، فبكى وقال لهم ـ حاملي الرأس الشريف ـ: ما الذي معكم؟ قالوا: رأس الحسين بن عليّ (عليه السلام)، فقال: مَن أمّه؟ قالوا: أمّه فاطمة الزهراء بنت محمّد المصطفى، قال: صدقت الأخبار حين قالت: إذا قُتِل نبيّ أو وصيّ، أو ولد نبيّ أو ولد وصيّ، تمطر السماء دمًا، فرأينا أنّ السماء تمطر دمًا، وقال: واعجباه من أمّة قتلت ابن بنت نبيّها، ثم قال: أنا أعطيكم عشرة آلاف درهم على أن تعطوني الرأس الشريف فيكون عندي، فقالوا: أحضرْ عشرة آلاف درهم، فأحضرها لهم، فأخذ الرأس المبارك المكرّم، وجعله في حجره وهو يقبّله ويبكي، ويقول: ليتني أكون أوّل قتيل بين يديكَ، فأكون غدًا معكَ في الجنّة، واشهد لي عند جدّكَ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بأنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده و رسوله، وحسن إسلامه(٣٧). قصّة حجر قرب دمشق في (أسرار الشهادة) قال الدربنديّ: في موضع قريب من دمشق حجر عظيم هو شبيه بالأسد، فإذا كان يوم عاشوراء يفور من موضع عينيه الدم الكثير، قيل: إنّه وُضِع عليه رأس الحسين (عليه السلام) حين مسير جند ابن زياد إلى الشام(٣٨). الاستنتاجات - كانت رحلة السبي شاقّة ومهلكة إلى درجة كان الهدف منها القضاء على جميع من حضر في كربلاء من ذرّية النبيّ (صلّى الله عليه وآله). - تُعدّ كربلاء المحطّة الأولى للأسرى بعد الاستشهاد، وقد حمل الرأس الشريف (٥٠) شخصًا، وأنّ السبايا هم من آل محمّد (عليه السلام) فقط، ومشهد الحنّانة كان أول منزل نزل به رأس الإمام الحسين (عليه السلام). - إنّ الموكَّلين بالرؤوس والسبايا عدلوا عن الطرق الرئيسة خوفًا من قبائل العرب أن تنهض فيهم الحميّة والغيرة على إمامهم، فيهيجون ويخلّصون العيال ويأخذون الرؤوس. - إنّ الإعلام الأمويّ قد خدع الناس بأنّ الحسين وأصحابه (عليه السلام) هم جماعة من الخوارج؛ لتمويههم وتجنّب غضبهم. - وردت عدّة قصص لرهبان وصوامع وأديرة في الطريق، فإنّ أهل البيت (عليهم السلام) أقاموا في دير الراهب قبل أن يساقوا إلى دمشق. - إنّ الأنبياء وذويهم هم أكثر الناس تحمّلًا لألوان الظلم والاضطهاد والألم والعذاب، وإنّ واقعة الطفّ خير برهان على هذه الحقيقة. - الهدف من سلوك الطريق الطويلة الآهلة بالسكّان هو التشهير بمقتل الحسين (عليه السلام) ، لهذا طافوا بالسبايا البلدان والمدن، وأرهقوهم أيّما إرهاق، إلّا أنّ النتيجة كانت على عكس ما خطّط له أعداء الله، حيث اتّضح للناس كذب يزيد بن معاوية والطاغية عبيد الله بن زياد. - رحلة السبي من بدايتها حتى نهايتها تُعدّ إعلامًا لظلامة الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته (عليهم السلام)، وذهبت بأعدائه إلى وادي النسيان، وجَهلَهم التاريخ واندثر ذكرهم، فالحسين باقٍ، وأعداؤه زائلون. (١) تاريخ المراقد: ج٦، ص٧٦. (٢) مقتل الحسين للمقرّم: ج٣ ص ٤٤٤. (٣) موسوعة كربلاء: ج٢، ص٢٥٧. (٤) نَفَس المهموم: ص٣٥١. (٥) مساجد الكوفة: ص١٧٧. (٦) بحار الأنوار: ج ٤٥، ص ١١٥. (٧) وسيلة الدارين في أنصار الحسين: ص ٣٥٤. (٨) مدينة المعاجز: ج٢، ص١٠٠. (٩) أطلس السيرة الحسينية: ج٣، ص٨١. (١٠) بتصرّف عن كتاب وسيلة الدارين: ص ٣٦٣. (١١) أسرار الشهادة: ص٤٩٣. (١٢) موسوعة كربلاء: ج٢، ص ٢٧٨. (١٣) المفيد في ذكرى السبط الشهيد: ص ١٤٤. (١٤) موسوعة كربلاء: ج٢، ص ٣٦٣. (١٥) معجم البلدان لياقوت الحموي: ص ٥١٤. (١٦) موسوعة كربلاء: ج٢، ص. (١٧) قصّة كربلاء: ص٤٧٧. (١٨) مقتل أبي مخنف الأزديّ: ص ١٢٢. (١٩) معجم البلدان: ج٤، ص٤٩١. (٢٠) معالي السبطين: ج ٢ ص ٥١٥. (٢١) الإشارات للهَروي: ص٦٣. (٢٢) نَفَس المهموم: ص ٣٨٨. (٢٣) مقتل أبي مخنف الأزدي: ص١٨٢. (٢٤) المصدر السابق: ص١٨٢. (٢٥) نَفَس المهموم: ص٣٨٩. (٢٦) الإشارات للهَروي: ص٦٠. (٢٧) أطلس السيرة الحسينية: ص ٢٣٦. (٢٨) منتهى الآمال: ج١، ص٥٨٨. (٢٩) الإشارات للهَروي: ص٥٧، ومعجم البلدان، ج١، ص٣٢٨. (٣٠) أسرار الشهادة: ص ٤٩٨. (٣١) الخصائص العلوية: ص١٤٧. (٣٢) نور العيون: ص٣٩. (٣٣) تاريخ المراقد: ج٦، ص٢٠٥. (٣٤) أطلس السيرة الحسينية: ص٣١٢-٣١٣. (٣٥)المصدر السابق: ج٣، ص٢١٩-٣٢٢. (٣٦) المصدر السابق: ج٣، ص ٣٤٦. (٣٧) ينابيع المودة: ص٩٠. (٣٨) معالي السبطين: ج ٢ ص ٨٠. (٣٩)المصدر السابق: ج ٢ ص١٤٠. ..........................................................................