خَمسُ خُطواتٍ لِعِلاجِ الكَذِبِ عِندَ الأَطفَالِ
يمكن تعريف الكذب على أنّه سلوك مُكتَسب من البيئة المحيطة، ومعنى ذلك أنّ الطفل حينما يُولد يكون خاليًا من أيّ سلوك، وعندما يتعلّم الكلام، والحركة، والأكل، وغيرها من الأمور المشابهة لذلك، يقوم في الوقت ذاته بتعلّم السلوكيات والعادات، ولأهمّية مرحلة الطفولة وتأثيرها في بناء شخصية الإنسان، فنحن بحاجة ملحّة إلى معرفة أسباب ظهور الكذب، وما علاجه. من أبرز أسباب الكذب عند الأطفال: ١ـ ضعف ثقة الطفل بنفسه نتيجةً لعدم احتوائه، أو احترام مشاعره وأفكاره. ٢ـ الخوف من العقاب، أي حينما يخطئ الطفل يخاف من قول الحقيقة، ربّما لتعرّضه للضرب مرّات عديدة، أو الإهانة أمام الآخرين. ٣ـ جذب الانتباه، فقد يكون الطفل مهملًا من قِبل الوالدين. أهمّ الخطوات لعلاج الكذب عند الأطفال: ١ـ استخدام مبدأ الثواب والعقاب بشكل صحيح مع استثناء الضرب، فحينما يخطئ الطفل علينا حلّ المشكلة، وليس خلق مشكلة، مثل زراعة الخوف في داخل الطفل، كأن يكون العقاب عبر منع الطفل من شيء يحبّه، أو تقليل مدّة مشاهدته التلفاز، أو اللعب وغيرها، أمّا الثواب فهو من أهمّ الأمور التي قد تفيد الوالدين في هذا المجال، فحينما يصدق الطفل قومي بمكافأته عبر المدح أو شراء لعبة هديةً له، ودومًا ردّدي على مسامعه كلمة (الصادق) لترسيخ الصدق في نفسه. ٢ـ كوني أنموذجًا للصدق، فلا يمكنكِ أن تطلبي من طفلكِ سلوكًا ما وأنتِ تقومين بعكسه تمامًا، فكوني واعية لكلامكِ وتصرّفاتكِ أمامه، وإذا وعدتِه بشيء ما فأوفي له. ٣ـ استخدمي أسلوب سرد القصص معه، فمن الأمور التي ترسّخ أيّ سلوك في الطفل هي القصص، وذلك نتيجةً لخيال الطفل الواسع، فحاولي أن تروي له قصّة عن الكاذبين وعاقبة كذبهم. ٤ـ تدعيم ثقة الطفل بنفسه، وعدم الاستهانة به، واحتضانه وتسميعه المديح، فهذه الأمور تزيد من الارتباط العاطفي معه، وتعمل بشكل فعّال على زيادة الثقه بالنفس لديه، فتولّد الاطمئنان من جانبه نحوكِ، ثم الثقة بكِ ٥ـ تقبّل الطفل مع رفض كذبه؛ لأنّ الكذب سلوك يقوم به الطفل وليس هو جزء من شخصيته، فكوني حذرةً عندما تقومين بنهيه عن هذا السلوك أن تبيّني له رفضكِ لكذبه بوصفه سلوكًا، وحينما تقومين بمدحه فقولي له: أنا أعرفكَ بأنّكَ صادق . وفي الختام علينا أن لا ننسى بأنّ الأطفال هبة من الله تعالى، يجب أن نحافظ عليها، ونحاول جاهدين أن نهذّب أخلاقهم بما يتناسب مع ديننا الحنيف.