رياض الزهراء العدد 184 لحياة أفضل
دَورُ المَرأَةِ فِي التَّنشِئَةِ الاجتِمَاعِيَّة
خلق الله (عزّ وجلّ) المرأة، وأودع فيها من الطاقات الملكوتية ما تصنع فردًا مجدًّا، بنّاءً قويًّا؛ لتكون عنصرًا أساسيًا في تنشئة الفرد، فالمرأة بصلاحها واستقامتها قادرة على التنشئة الاجتماعية؛ لما لها من دور في بناء المجتمع، وتعدّ العامل الأساس في ظهور الطاقات الإيجابية وانطلاقها، وبذلك تصبح الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها المجتمع في بناء قواه الفردية والجماعية، فالجيل الحديث يحتاج إلى أمّ تشبعه حبًّا وحنانًا ورأفةً؛ لينقله بعد ذلك إلى الآخرين، فيُقضى على مظاهر العنف التي نخرت مجتمعاتنا، فحوّلتها إلى غابة يخشى فيها الضعيف من القويّ، كأنّ الزمن عاد بنا إلى العصور المظلمة. فالأجيال تحتاج إلى مصدر قويّ تستعيد عبره أمجاد الماضين الذين حوّلوا المجتمع الجاهلي الفاقد للهويّة إلى مجتمع يُحتذى به في شتّى مجالات العلوم والمعارف الإنسانية الراقية. وتبقى القدوة زينة الحياة التي تبقي جذور ثقافتنا ثابتةً، منتقلةً إلى الأجيال القادمة، فالاقتداء بالإمام الحسين (عليه السلام)، وكلّ مَن كان معه في كربلاء ضالّة كلّ مؤمن ومؤمنة.