أَبناؤُنا جِيلُ المُستَقبَلِ_12

فاطمة حسن
عدد المشاهدات : 166

الرضاع له عدّة مزايا إضافة إلى ما اكتشفه العلم من حيث إن الذي يرضع الرضاعة الطبيعية يكون متكاملاً من الناحية الجسدية والمعنوية فإن أي تأثير روحي لهذا الطفل له أثر في شخصيته من حيث الطباع فسوف يكتسب عن طريق الرضاع الصفات الحسنة أو السيئة. فالأم المؤمنة تكسب ابنها الصفات الإيمانية, والأم غير المؤمنة تكسب ابنها الصفات السيئة، فيقول الإمام علي (عليه السلام): "تخيّروا للرضاع كما تتخيرون للنكاح، فإن الرضاع يغيّر الطباع".(1) فيشترط أن يرضع الولد من امرأة ملتزمة مؤمنة تراعي حقوق الله؛ لأن ذلك له أثر في روح الصبي، ويؤثّر تأثيراً إيجابياً أو سلبياً. فالأم التي تكون في حالة الإشراق الإلهي سيكون في حليبها لذة بخلاف لو كانت أمّه في حالة معصية -والعياذ بالله - كأن ترضع ولدها وهي تغتاب فإن الحليب سيكون منبتاً من أكل لحم أخيه أي محرّماً فيؤثّر في مزاج الطفل وروحيته المعنوية، ومن اللطيف أنه لما وصلت زمام الأمور الدينية إلى الشيخ الأنصاري ذهب بعض الناس ليبارك لأمه على هذا المولود الذي أصبح من كبار العلماء، فأجابتهم أم الشيخ قائلة: (كنت أتوقع من هذا الولد أكبر من ذلك؛ لأني خلال سنتين كنت لا أرضعه إلّا على وضوء حتى في منتصف الليل، إذا أفاق وأخذ بالبكاء قمت أولاً بالوضوء ثم ارجع لكي أرضعه) وكانت تسبغ الوضوء كإسباغها للصلاة، فصار بعد ذلك من كبار العلماء وله المقام العالي في زمانه وإلى يومنا هذا. ............................ (1) ميزان الحكمة: ج4، ص94.