رياض الزهراء العدد 184 الملف التعليمي
الاِختِبارُ البَنَّاءُ لِلمُتَعَلِّمِينَ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّربَوِيَّةِ
يحتاج محور التربية والتعليم إلى رصد أبرز العوامل والمقتطفات الناجحة، وكذلك الوقوف على أهمّ المنعطفات والعقبات التي تواجه العملية التعليمية، ويتمّ ذلك عبر مكوّن أساسي، وجزء لا يتجزّأ من العملية التعليمية، ألا وهو التقويم الذي يتكوّن من عناصر مهمّة، منها جمع المعلومات، ووضع الآليّات، وأدوات القياس، واختيار الحلول والمعالجات المناسبة للعقبات الطارئة، إضافة إلى كفاءة المعلّم والتربويّ القائم على عملية التقويم، حيث يُعدّ ركنًا جوهريًا لإنجاح عملية التدريس، فيساعد المعلّم على توجيه المتعلّمين وإرشادهم إلى التقدّم، وتحديد جوانب القوّة والضعف لديهم في المؤسّسة التربوية. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التقويم يحتاج إلى الملاحظة، واتّخاذ القرار والحكم المناسب لأداء المتعلّم، وتهيئة مجموعة من المعايير والأسئلة وفق خطّة معدّة لتحقيق الهدف المعطاء، وإصلاح بعض الثغرات التحصيلية إن وُجِدت، والتعرّف على قدرات التلاميذ، ومستوى التغيير في الأداء العلمي، والسلوك، والمهامّ المُناطة بهم في الصفّ، واتّخاذ التدابير اللازمة للارتقاء والتطوّر. ويُعدّ طابع التدريس الفعّال والحيويّ في الحصّة الدراسية شعاعًا فكريًا ينمّ عن الإبداع والجهد للمعلّم، وسيّد الموقف في الصفّ هو استخدام التعلّم النشط، والاستقصاء عن حقائق الأشياء المعرفية والعلمية في مختلف الموادّ الدراسية وأصولها، والتي ينتج عنها اكتساب مهارات التعلّم الإيجابي، والاستفادة من الثروة المعلوماتية في ظلّ التطوّر الحديث، ومواكبة التناغم المثمر لتحويل عملية التقويم إلى مهارة ممتعة ومتكافئة وفقًا للسبل المتاحة، والعمل على تنمية الذات لدى التلاميذ وتحقيقها، وحثّهم على العمل التعاوني، والانضمام إلى فريق واحد، والتأكيد على التغذية الراجعة للمادّة الأكاديمية والتربوية.