رياض الزهراء العدد 184 منكم وإليكم
قَلبٌ يَتِيمٌ
تعبتُ وأنا أعيش الفقد، أرتّب كلماتي حرفًا بجانب الآخر.. أعترفُ أَنّي من دونكَ أُصارع الحياة بقلبي اليتيم.. وبداخلي من الذنوب ما يحجبني عن معرفتكَ.. أُحصي المسافة بين كلمةٍ وأخرى.. علّني أجد معناها، فلا أصل.. أُضمّد محاولاتي في التقرّب إليكَ، والتحدّث معكَ.. لكن من خجلي أصمتُ.. إلّا أنّني أحتاجكَ بحجم الأسى الذي يسكنني.. والقلق الذي يهزّ أوردتي.. إلى مَن أذهب بقلبي المفجوع؟ ليس لي من منقذ سواكَ.. إلهي.. فتحة صغيرة في قلبي ترجع النور وحده.. إلى جسدي المعتم بصبره.. آنذاك كلّ الأكفّ رُفِعت.. أبكيكَ كلّ يوم.. إنّي أحتاجكَ كي أعرف نفسي.. أبكيكَ عشقًا وأنا ما أزال بعيدة عنكَ.. وددتُ لو أناجيكَ بقلبي المتعب.. أهمس في حضرتكَ بآلامي.. أبكي وجعي.. حين ظننتُ بأنّي أقرب من لهفة هذا الوجد عليكَ.. أراكَ تراقب وجوه الناس برقّتكَ.. أو تراني أتخبّط في وجعي! خذني قطرة مطر في سمائكَ.. خذ كلّ الذي أحبّ.. كلّ ما لا أطيق فراقه.. فأنا عاشقة مذنبة ضعيفة.. لكنّي أكاد أموت، وجسدي يتمزّق كي يصل إليكَ.. خذ كلّ أشيائي، ورتّبني مثلما تشاء.. إلهي.. مضت مئات الليالي التي أنفقتُ فيها عمري وأنا أنتظر.. وقلبي يحترق في كلّ مرّة أذرف دمعي وأنا أنتظر.. بلهفة عاشق فقد بصره.. وأنا أزحف وكلّ جسدي مُتعب.. كم من الليالي قضيتُها وأنا أشاهد الدنيا تنقلب ألوانًا.. وأنا أحترق كشمعة تكتوي بنار الانتظار.. وكم من ليالٍ قضيتُها وأنا عاصية لكَ.. ربّاه.. قلبي ضعيف يبكي على لحظات الدنيا الزائلة.. يلتمس فرحًا من الناس، لكنّكَ أنتَ مَن ألجأ إليه.. كيف ابتعدتُ عنكَ ونسيتُ أنّكَ تهب الفرح والبهجة لروحي.. أنا لا أزال أشتعل يا ربّ العشق.. كيف تراكَ تطفئ روحي التي غدت سرابًا ورمادًا! أُغادر ظلّ روحي هاربةً من فرط الشجن.. بعدما امتلأت ضبابًا حال بيني وبينكَ.. كان التفاتي نحوكَ.. أبحث عنكَ.. أنظر إلى رحمتكَ بعيني المثقلتين بالدموع، فأنتَ بصري