رياض الزهراء العدد 184 منكم وإليكم
قَطراتٌ نَدِيَّةٌ مِن جَوهَرِيَّةِ المَرأَةِ المُؤمِنَةِ
إنّ الاهتمام الذي حظيت به المرأة في الإسلام برهان على أنّ منزلتها عند الله تعالى منزلةٌ عُليا، فهي الجوهرة الأساسية في تشييد المجتمع وبنائه وترميمه، وتخليصه من رواسب الجاهلية التي طمست حقوق المرأة، وجعلتها فريسةً للاستعباد والإذلال عبر سلبها الحريّة وتجريدها من المسؤولية؛ لتضعف قدرتها على تربية الأجيال. رفع الإسلام قدر المرأة، وحطّ عنها وزر الحرمان، وجعل شأنها شأن الرجل، وساوى بينهما في الخطاب، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ...﴾ (النساء:١)، وشرّف الله (عزّ وجلّ) نساءً خلّد ذكرهنَّ في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيّه وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، كسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والسيّدة خديجة بنت خويلد، وآسيا بنت مُزاحم، ومريم بنت عمران، وزينب الحوراء (عليهنَّ صلاة الله وسلامه)، فجميعهنَّ شخصيات كاملة، تحتذي بها المرأة المؤمنة، ونماذج تقتدي بها في مسيرة الحياة، ومعين فيّاض من النور تُسدل به حجب الظلام الذي يغزو كيان الأسرة المسلمة، فلا تقاومه إلّا بالسير على نهج تلك السيّدات الخالدات بالصبر والتضحية والجهاد. فعلى الرغم من المخطّطات الشيطانية التي حاولت جاهدة تغييب دور المرأة المؤمنة، والقضاء على حشمتها ووقارها عبر أسلوب الحرب الناعمة، إلّا أنّها استطاعت أن تخيّب آمال الأعداء، وتغمسها في قعر الهزيمة؛ ليثبت الإسلام كرامتها في أن تكون جوهرة تحمل في بريقها الرقيّ، والوقار، والحشمة، وتنشئ أجيالًا يطيعون الله (عزّ وجلّ) ورسوله وأهل بيته (صلوات الله عليهم)، وتكون نِعم الأمّ، والزوجة، والمعلّمة، والمجاهدة التي تسير على نهج سيّدة نساء العالمين (عليها السلام).