تَأثِيرُ القِصَّةِ فِـي تَكوِينِ شَخصِيَّةِ الطِّفْل

دانية أحمد
عدد المشاهدات : 131

حبّ الأطفال للقصص أمر شائع ومعروف؛ لأن خصائص القصّة تتماشى والدوافع الفطرية للطفل، وتشبع حاجاته النفسية، وتخفّف من توتره، وهي كذلك تساعد الطفل في التعرف على الحياة من حوله بصورة شيّقة، ولما كان للقصة هذا التأثير العظيم فكان لابدّ من الاهتمام بها اهتماماً بالغاً لكي تؤثر تأثيراً إيجابياً في تكوين شخصية الطفل، وإعادة تركيبها، وذلك عن طريق الاهتمام بما تحتويه من مضمون خلقي أو اجتماعي أو نفسي أو ديني أو لغوي يوفر فرص نمو متكاملة في الجوانب العقلية والنفسية والوجدانية وحتى الحركية للطفل، كما أن الأسلوب الشيق والسهل والجميل يساعد على تقريب المفاهيم المجردة التي يراد بها تربية الطفل وأن للقصة دوراً مهماً في تطوير القراءة ومهارات التذوق الفني والجمالي للكتابة، وبذلك تكون لكلّ قصة خصائص معينة تنسجم والخصائص النفسية والفكرية والوجدانية لعمر الطفل من عمر ما قبل المدرسة وإلى أن يصبح راشداً، فقبل المدرسة تركز مواضيع القصة على الانفتاح على العالم من حوله وتعريفه بالأشياء لتستمر مع تقدّم عمره لتكون ذات خصائص تعليمية، ومن ثمّ تهذيبية لتعريفه بقواعد وأصول الحياة من النظافة وحسن التعامل مع الأقران والوالدين، والتنبيه على موارد الخطر في حياته، ومن ثمّ إلى التنمية العلمية وتعريفه بآفاق العلوم حوله بصورة شيقة وإلى تاريخه ومعتقداته الدينية وإلى القصص الخيالية التي تنمّي عنده سعة الخيال والإبداع، وبذلك قد نصل عن طريق القصة إلى تكوين شخصية فرد يصل بركب الحضارة والثقافة البشرية.