رياض الزهراء العدد 82 لحياة أفضل
مُشاهداتٌ_مَن راقب الناس
لم تنفك نظراتها تلاحق الآخرين، تراقب تصرفاتهم، تقارن بينهم، تخطّىء أفعالهم، وهي في أكثر الأحيان لا تخفي استياءها من الجميع؛ لأنهم لا يعرفون كيفية التصرف السوي برأيها، وعلى ذلك تمرّ أيام العمر وساعاته الثمينة من دون أن تحاول تغيير هذه السلوكيات الخاطئة التي لا تلتقي مع مبادئ الدين وأخلاقياته السامية. ومع كلّ يوم يمرّ تراها تزداد ألماً وحسرة، فلقد حاسبت الناس بعلمهم أو من دون علمهم، وكان الأجدر بها أن تحاسب نفسها، راقبت عيوبهم، وأغفلت أن لها عيوباً لو اشتغلت في اقتلاعها ونبذها عنها لعاشت براحة وسعادة. فعن الإمام السجاد (عليه السلام): "ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك، وما كان الخوف لك شعاراً، والحزن لك دثاراً، ابن آدم إنك ميت وموقوف بين يدي الله (عز وجل) ومسؤول فأعد جواباً".(1) أجل نحن كثيراً ما نشتغل بأمور لسنا مسؤولين عنها، ولا تجر لنا سوى تنغيص العيش، وكدره مع صحيفة مملوءة بالسيئات، وقلب لفّه رين المعاصي، وروح تلوّثت بالغيبة والحسد والنميمة وغيرها. إذن ليحاول كلّ منّا التفرغ إلى ما هو صائر إليه من الموت وما بعده. ............................................. (1) الأخلاق والآداب الإسلامية: ص303.