هَل يَرتَوِي اليَاسَمِينُ؟

وسن نوري الربيعي
عدد المشاهدات : 314

قد أجدب الزمان، وغادر الأمان.. هل سيفرح المؤمنون يومًا؟ وأيّ فرحة ستكون وأنتَ في الغيب مصون؟ هل سينعم المعدمون والخير في أيامكَ مكنون؟ الصمت والحنين يلازمان الأرواح، والأنين قرينهما، لغَيْبة طال مداها، حارت فيها قلوب العارفين.. مَن يمتطي صهوة السلام، وينشر راية الهدى في الأنام، ويأسر الظلام، وينتقم من الظالمين، ويرغم أنف المتكبّرين؟ يا سيّدي، يا صاحب الزمان.. هل تترك الخوف اللعين يمحو ضياء العدل، ويبعثر النور من صباحات التائهين؟ شاحبة هي أيامنا، مقفرة أرواح الموالين.. من فتن لا تنفكّ نازلة في كلّ حين.. مَن للضعيف والبائس المسكين؟ مَن لأيتام صغار اختطف بسمتهم حقد الزمان؟ مَن لنا إن أنكرنا الأصحاب والأهلون، وأصبحنا غرباء في ديارنا والأوطان؟ مَن للفساد وقد عمّ الخافقين؟ أنتَ السبيل إلى الخلاص يا سيّدي.. يا وارثًا من الأنبياء خُلقًا وعزمًا لا يلين.. في علم غيب الله إشراقة الظهور حتمية.. وفي الانتظار لوعة لا يجلّيها إلّا صبحكَ المبين..