رياض الزهراء العدد 185 لحياة أفضل
الحِشمَةُ: هُوِيَّةٌ أَم وَظِيفَةٌ؟
ازدادت الظواهر الموجودة في مجتمعنا اليوم، منها ما يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، وأمسى دخيلًا علينا بذريعة التطوّر والتقدّم، من قبيل ظاهرة السفور والتبرّج، والتي استشرت بفعل الترويج للثقافة الغربية الهابطة. وهناك ما نحتاجه بشدّة، مثل الحشمة والستر، وهو ما يعبّر عن هويّة الثقافة الإسلامية الأصيلة التي تحفظ الإنسان وتصون كرامته، وتبعده عن كلّ ما يحطّ من قيمته ويؤذيه. فعندما حثّ الدين الإسلامي المرأة على الحشمة والستر لم يكن يريد تقييدها، أو إذلالها مثلما يدّعي بعضهم، بل على العكس من ذلك، أراد لها أن تبقى محفوظة ومُصانة كاللؤلؤة الثمينة، فلا يتجرّأ أحد أن يتعرّض لها بأذىً، ويتسبّب في مشكلة تزعجها، فالحشمة هويّة المرأة المسلمة، وهي الدرع الحصين الذي يبعد عنها الأذى، سواء كان ذلك عن طريق النظرة، أو الفعل، أو القول، إذ يقول تعالى: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور:24)، فهي دعوة رفيعة المستوى، تحمل في مضمونها الخير للمرأة، إلّا أنّنا نرى بعض النساء غير محتشمات في ردائهنَّ، يغطّينَ رأسهنَّ فقط، ويرتدينَ ما يحلو لهنَّ من الملابس الضيّقة المظهرة لمفاتن الجسد، ثمّ يشتكينَ من التحرّش والمضايقات التي يتعرّضنَ لها، وفي الوقت ذاته يطلبنَ من الرجل أن يغضّ بصره! فكيف تطالب المرأة أن يغضّ الرجل بصره وهي لم تُعِنه على ذلك؟ إنّ المظهر الخارجي للمرأة يؤدّي دورًا مهمًّا عند خروجها وتواجدها في المجتمع، فلو أنّها احتشمت في ردائها، والتزمت بالحجاب الشرعي الذي يريده الإسلام، فستكون قد أعانت الرجل على غضّ بصره. فإلى كلّ مَن في قلبها حبّ محمّد وأهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) أن لا تنخدع بالشعارات التي يردّدها دعاة التحرّر، وقاصرو الفهم المستشهدون بعبارة: (إنّ الله جميل، يحبّ الجمال)، فجمالكِ ليس في تبرّجكِ وملابسكِ القصيرة، بل في حشمتكِ وعفّتكِ، فلا تتخلّي عنها وإن كنتِ في أصعب الظروف.