الدَّورُ الاجتِمَاعيُّ لِلمَرأَةِ
كيف تواجهين هذه الحياة؟ كيف تصلين إلى رضا الله سبحانه وتعالى؟ ألا تعلمين بأنّكِ شخص مسؤول، وأنّكِ خليفة الله في أرضه! هل تعتقدين بأنّكِ مستوفية لدوركِ الاجتماعي؟ لقد ساوى الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمرأة في أغلب التكاليف والواجبات الدينية، وعليه فالمرأة ليست مستثناة من الدور الاجتماعي، ومثلما أنّ على الرجل أن يقوم بدوره الاجتماعي، فعلى المرأة كذلك، وقد تكون فعّالة أكثر؛ لأنّها تعمل في مجال التغيير والإصلاح الاجتماعي أكثر من الرجل، وذلك لوجود الخصائص التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها، فالكثير من الأعمال الاجتماعية ينصبّ الاهتمام فيها على الأسرة، والتكفّل لها من كلّ النواحي، مرورًا بالرعاية الاجتماعية. قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى﴾ (النجم: 39-41)، إذن يقول سبحانه لنا بأنّنا كلّما سعينا إليه، فسوف نُوفّى الجزاء الأوفى، وإن لم نسعَ، فأنّنا لن نُوفّى الجزاء، وهذا العمل الذي نسعى إليه لا بدّ من أن يكون في رضا الله سبحانه وتعالى، وعليه فأنتِ مسؤولة، سواء كان هذا العمل اجتماعيًا أم غيره، لكن ليبقَ معياركِ هو رضا الله سبحانه وتعالى. وعندما يكون في مجتمعنا مشكلة ما تهدّد كيانه، واستقراره، ودينه، وقِيمه، ومبادئه، فعلينا أن نستنفر كلّ قِوانا حتى نصلح هذا الخلل الموجود فيه. والدور الاجتماعي يُعنى بجانبين: (1) الأسرة. (2) المجتمع. والدور الحيويّ الأساس في الحياة هو إنجاب الأطفال وتنشئتهم، وهو لا يتوقّف، بل يستمرّ ويمتدّ إلى خارج الأسرة التي وضعكِ الله سبحانه وتعالى في مسؤولية أمام تنشئتها، فالمرأة مسؤولة عن تطوير المجتمع وبنائه فكريًا، وعقائديًا، وعقليًا، وثقافيًا، وأخلاقيًا عن طريق التربية السليمة للأبناء، ثم الانتقال إلى المجتمع الكبير الذي تعيشين فيه. المجتمع الإسلامي هو الصورة المكبّرة عن أسرتكِ، وعن أسرة جميع أفراد المجتمع المسلم، وهنا ينصبّ العمل على القسم الآخر وهو ما يسمّى بالعمل الاجتماعي.