الوَاقِي الشَّمسِيّ أم الوَاقِي العَقلِيّ: أَيُّهُما أَكثَرُ استِخدامًا؟

هاجر حسين الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 193

انتشرت مستحضرات الواقي الشمسي بأنواعها المختلفة وعلاماتها التجارية المتعدّدة، وتنوّعت إلى الفيزيائية والكيميائية، وكلّ نوع من أنواع البشرة يناسبه نوع خاصّ منها، وارتفعت أسعارها لزيادة الطلب عليها من جهة، وللجودة والموادّ المستخدمة في تصنيعها من جهة أخرى. وباتت تلك المستحضرات من اللوازم الأساسية لكلّ امرأة وفتاة على اختلاف أعمارهنَّ، فالوجه جزء مهمّ جدًا بالنسبة إلى الأنثى، والاهتمام به ووقايته من الضرر يأتي في صدارة أولوياتها في قائمة المقاييس المستحدثة للجمال. لكن يأتي السؤال: هل نستخدم واقيًا لعقولنا، ونهتمّ بها بقدر وجوهنا وأشكالنا؟ فوفقًا للإحصاءات ولما نراه من حولنا فإنّ مستحضرات العناية بالبشرة مثل واقي الشمس وغيره، باتت أكثر استخدامًا من واقي العقل بأضعاف مضاعفة. ويتبادر إلى الذهن سؤال آخر، ألا وهو: هل نحن ملتفتون إلى أهمّية الموضوع أصلًا؟ هل نحمي عقول أطفالنا ممّا بين أيديهم؟ بل بالأحرى هل نحمي عقولنا ممّا في أيدينا؟ هل وضعنا ضوابط لأنفسنا بعدم استخدام الملهيات، واستبدالها بالمغذّيات العقلية؛ لزيادة مستوى عقولنا، ومحاولة الرقيّ بها لمواكبة الحداثة الفكرية، والمقصود منها حتمًا ليس مواقع التواصل الاجتماعي، تلك التي يكون ضررها أكثر من نفعها، بل المواقع التثقيفية التنموية أو المصادر الورقية الغنيّة بالعلوم المتنوّعة، فإنّ مدى قدرتكِ على الالتزام بالوقاية، ودفع المضرّة عن عقلكِ هي الخطوة الأولى لجلب المنفعة إليه، فإنّ عدم هدر الوقت على ما لا نفع فيه، بل استثماره بما يرتقي بكِ، ويرفع من مستوى عقلكِ، واكتساب مهارات رياضية تحافظ على صحّتكِ وتصنع منكِ فردًا نافعًا وناجحًا، فهناك مقولة مؤثّرة مفادّها: (إنّ الإنسان يجب أن يتعلّم ثلاث مهارات في الحياة: مهارة تحافظ على صحّته الجسدية كالرياضة، ومهارة تجلب له المال، ومهارة تجلب السعادة)، لذا فإنّ الوقاية الصحيحة هي التي تتيح لكِ اكتساب الكثير من الوقت، وتوفّر عليكِ كمًّا من الجهد، وترتفع بكِ إلى ما تطمحين إليه.