تَولِيدُ المَعانِي وَالأَفكارِ.. رِياضَةٌ ذِهنِيَّةٌ لِتَحفِيزِ المُتَعَلِّمِينَ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 171

العملية التربوية تُناغم المفردات المتّسقة للمتعلّم، لا سيّما المفردات التي تنمّي العقل، وفي الوقت ذاته تساعد على اكتساب المهارات، واتّساع أفق الخيال، وتنمية القدرات، وترسيخ القِيم والأخلاق، وغرس الثقة، ورفع الكفاءة، واستثمار الإمكانات، واكتشاف المواهب وصقلها بغية إعداد جيل واعٍ ومعطاء، لذلك يتطلّب الشروع في العملية التربوية اعتماد التنوّع في استخدام استراتيجيات مبتكرة وهادفة في التعليم، منها استراتيجية التعلّم بالإثارة العشوائية. وتُستخدم هذه الطريقة لتنشيط الذهن وتقوية الذاكرة، واستنتاج أهداف جديدة، وخلق صور معبّرة تشير إلى إيجاد علاقة بين الكلمات تارة، وبين الأشياء التي لا يتوافر فيها عنصر مشترك، أو رابط لغوي، أو رقمي متسلسل ومتشابه يجمع بين الحالتين (الكلمة والصورة) تارة أخرى، فيأتي دور الإثارة العشوائية، وهي إحدى وسائل تدريس المادّة العلمية والتربوية خارج المألوف، بعيدًا عن النمطية؛ لتقريب المادّة واستيعابها من قِبل التلاميذ. وتعدّ محاولة البحث عن مستجدّات لإنشاء رابطة بين المفردات والصور المتفاوتة رمزًا حضاريًا للتفكير الصحيح، وبوتقةً لمواجهة العقبات والمشكلات، والسعي إلى إيجاد حلول ناجعة ومعتدلة تكون كفيلة بالتقليل من آثارها السلبية. وبالإمكان تقديم أكثر من مثير واحد لمعالجة المشكلة المطروحة بشكل مناسب، أمّا مصادر انتقاء المفردة، فيمكن الاختيار بشكل عشوائي عن طريق استخدام كتاب أو معجم اللغة العربية، والصورة يمكن اختيارها من مجلّد يحتوي على صور متعدّدة، ومثال على ذلك: لو أخذنا كلمة رجل، وصورة لمستنقعٍ لا على التعيين، وطلبنا من التلاميذ البحث عن رابطة بين الحالتين، وإيجاد معنىً جديد معبّر ومتّزن للصورتين، فسينتقي التلميذ كلمات يصف بها الرجل النشيط بأنّه يتميّز بالنموّ والتطوّر والحيوية، أمّا المستنقع فيعبّر عنه بوجود الجراثيم، وتكاثر الطحالب، وكمّية المياه المحدودة والمتّسخة فيه، وعدم صلاحية استخدامها في الحياة اليومية، ويستنتج التلميذ في النهاية أنّ الإنسان ينبغي أن لا يكون كالماء الراكد والمنحسر، بل يجب عليه أن يكون كالماء الجاري العذب والسائغ، ولا يقع في منحدر الكسل والخمول، وعليه تكريس جلّ اهتمامه ومثابرته للسعي وتحقيق النجاح .