مَتى يَنتَهِي التُّرابُ؟

زينب خليل آل بريهيّ/ كندا
عدد المشاهدات : 185

متى يُكشَف عن وجه الشهيد؟ وذاك القلب المحترق الذي أتعبته الطرقات؟ وملامح جسد غاب عن أهل الأرض، فبات معلّقًا بين أطراف السماء وملامح الأرض.. إنّه مصاب في الأعماق، لكنّه يبتسم، فتغدو روحه خضراء.. تمسح أيدي الأمّهات الدافئة نعشه، ويحنّ إليه الشجر والمدر وزاويا المسجد.. هذا القلب المغطّى بثلج الشهادة، يحترق كالشمس على رفاق له.. تنطوي أسماؤهم في أوراق الانتظار، وجرحى الحروب في مجاهل البلاد.. متى ينكشف التراب عن البنادق، فتحتضن الأمّهات معاطف دثّرت أجساد أبنائهنَّ في برد الشتاء؟ يسرنَ بلسان الدعاء وسبحة الصلاة مردّدات: (...واجعل لساني بذكركَ لهجًا، وقلبي بحبّكَ متيّمًا، ومُنَّ عليّ بحُسن إجابتكَ...)(1)، حيث يمتدّ السكون إلى الذاكرة، وتهرب لوعة الفراق في الكثير من الاتجاهات.. وتستقرّ هذه الروح في الصلاة، وتشتغل بأفعالها؛ لتنسى لحظة التنبّؤ باختراق الرصاصة صدر ابن، أو أخ، أو زوج.. وتنكسر ساعات الحياة ولحظاتها، وينتفض العشق إلى السماء منتصرًا، بقلب مكسور، وجسد ضائع، حيث الأيدي المرفوعة بالدعاء، تخشى لون التراب على بقيّة الأبناء.. ............................ المصباح، للكفعميّ: ص ٥٦٠.