رياض الزهراء العدد 185 منكم وإليكم
اِقبَلنِي خَادِمًا
على عتبات الطهر، ألتمس الخير من بركات آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، فهناك حيث تتذوّق الروح طعم الحياة الحقيقية، وتستشعر العزّة، وحين تلتقي الروح بالروح في تلك الأجواء تعيش السلام والأمان النفسي. ما ألطف الروح وهي تتودّد بالعطاء على حبّ الحسين (عليه السلام)، وما أقربها من الاقتداء بساقي العطاشى حين تروي عطش النازلين بكربلاء. وما أجمل تواضعها حين تقدّم شرف الخدمة بنعيها على الحسين (عليه السلام)؛ ليبكي الناس مواساةً لفاطمة الزهراء (عليها السلام)، فالخدمة ترفع القدر، وتعلي الشأن، وكلّما قُدِّمت بصدق، ارتقت معها الروح، فخدمة الحسين (عليه السلام) طريق إلى قلب صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)؛ للفوز برضاه، ونيل نظرته الرحيمة، وهي غاية المنى. سيّدي يا حسين! ربّني على خدمتكَ، وطيّب ذكري، فكلّ مَن يخدم في مأتمكَ، يُقال له خادم، إلّا أنّ الخادم الحقيقي هو مَن نالت خدمته شرف القبول، وحظي بوسام الخادم في سجّل خدّامكَ. سيّدي يا أبا عبد الله! اقبلني خادمًا عندكَ بحقّ أمّكَ فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وبغربة ابنكَ المهديّ المنتظر، صاحب ثأركَ. اقبلني خادمًا؛ لأفوز بنعيم الولاية، فاقبلني خادمًا.