دَورُ الأَهلِ فِي التَّشَارُكِ الاِفتِراضِيِّ النَّافِعِ بَينَ الطَّالِبِ والمُعَلِّمِ

إخلاص داوود/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 144

كلّ جوانب الحياة تتطوّر وتثمر بالتعاون والعطاء واحترام الحقوق، ويمثّل قطاع التعليم جانبًا مهمًّا للنموّ الإنساني والبناء الفكري، وأهمّ ركيزة له هي المعرفة في استحداث النظام العقلي والعاطفي للأفراد وتنميتهما. وبعد اعتماد تقنية التعلّم عن بُعد، ودمجه في العملية التربوية في المؤسّسات التعليمية، برزت تحدّيات غير مسبوقة في قطاع التعليم، أثارتها جملة من الصعوبات والمشاكل، تأتي من جانبين: أحدهما معوّقات آليات التعلّم الإلكتروني وأنظمته، ومشاكل شبكة الإنترنت، وثانيهما هو الوعي، وفهم العملية الاتّصالية الإلكترونية بين المعلّم والتلميذ. وما نعنيه هو الفهم الواعي الشامل وفق طرق التربية الرقمية، أي الاستخدام المثمر والأخلاقي لكافّة المعلومات من أجل تمكين الطلبة عن طريق امتلاكهم مهارات التعامل، والتفاعل في الحوار، والمناقشات، وآداب الاستماع؛ لكسب أكبر قدر ممكن من المعلومات التي يعطيها الأستاذ، وتعليماته التي تهدف إلى تنمية الثقافة، وإيصال المعلومة التربوية والمنهجية. إذًا المشاركة النافعة للتلميذ ـ التغذية الراجعة ـ تتجسّد في فهم الرسائل الإلكترونية لمناهج التدريس والنصائح والتعليمات الموجّهة من المعلّم بسرعة أكبر، وكذلك أساليب المناقشة وطرح السؤال. وعليه فمن أجل حصول التلميذ على هذه المنافع، هناك عدّة جوانب ينبغي مراعاتها من قِبل الأهل، منها: ـ الاستخدام الصحيح للتطبيقات والمنصّات الإلكترونية المعتمدة في المدارس. ـ التوجيه في التعامل الأخلاقي والعلمي مع الأسرة التربوية المتكوّنة من المعلّمين والطلبة، والتوجيهات على سبيل المثال لا الحصر هي: من أجل الاستيعاب والقدرة على الفهم، لا بدّ للآباء من الاطّلاع أولًا بأول على كلّ ما ينشره المعلّم، ومعرفة مدى حرص الطالب على التواصل. حثّ الطالب على الأخلاق الحَسَنة في التعامل، ورفع مكانة المعلّم عنده كي ينعكس هذا إيجابًا عليه في التعاملات. معرفة انطباع الطالب عن معلّميه، مثلما يجب معرفة طرق تعامل المعلّم معه لغرض تصحيح الأسلوب الخاطئ، ومراجعة المدرسة إذا استوجب ذلك. تحذير الطالب من مصاحبة أصدقاء السوء، ومغبّة التعامل معهم في العالم الافتراضي، والتحذير من الانجرار وراء ما يطرحونه من أفكار ورغبات، والحذر من طرق الإقناع التي يستخدمونها في سبيل الإيقاع به، والمزالق التي تؤدّي إلى تراجع مستواه الدراسي، أو تشويه سمعته أمام معلّميه. حثّ الطالب على استخدام لغة الحوار المؤدّب والهادف مع معلّميه عن طريق تواصله افتراضيًا. إرشاد الطالب إلى كيفية توجيه السؤال بشكل مختصر وواضح في حال عدم الاستيعاب، والابتعاد عن الإلحاح والتكرار في الأسئلة، مثلما ينبغي على المعلّم أن يعرف أحوال طلابه جميعًا؛ لتحقيق الاتّصال الفعّال، وإيصال المعلومة بيسر وسهولة، ومثلما هو معروف أنّ معلّم المرحلة الابتدائية يواجه صعوبة في التعامل مع الأطفال دون سنّ العاشرة، بخاصّة أنّ معظمهم لا يجيد القراءة أو الكتابة، والتواصل الصحيح افتراضيًا، ويختلف عنه مدرّس المرحلة المتوسّطة، وكذلك الأستاذ الجامعي في اختيار الطرق المناسبة. إذًا يجب أن تكون الشروح متأنّية ومفصّلة ومسهبة؛ لكي تستوعب جميع مستويات الذكاء والاستيعاب لدى الطلبة، فضلًا عن وجود اختلاف بين الشروح الحضورية والإلكترونية؛ لأنّ حركات المعلّم ونظراته تساعد في إيصال المعلومة.