العِلاجُ الفِيزيَائِيُّ لِتَقوِيمِ الحَرَكَةِ وَالأَدَاءِ
الصحّة لا تعني عدم وجود الأمراض، إنّما قدرة الجسم على أداء الأنشطة الحياتية من دون أوجاع العظام والعضلات، من هنا تكمن أهمّية العلاج الفيزيائي الذي يهتمّ بتحسين قدرات الفرد الجسدية، وهو مناسب لجميع المرضى الذين تصبح وظائفهم الحركية مهدّدة، نتيجة التقدّم في السنّ، أو الإصابات الحركية. ولمزيد من المعرفة عن هذا النوع من العلاج الذي يأتي في المقام الأول في مساعدة الناس على أداء أعمالهم، سألنا الدكتورة زينب طه: ما العلاج الفيزيائي؟ أحد فروع الطبّ المهمّة التي عن طريقها يقوم المتخصّصون بتقويم اختلال الوظيفة الجسدية المرتبطة بإصابة، أو إعاقة، أو مرض ما، أو حالة صحّية معيّنة وعلاجها، حيث يهتمّ باستعادة قدرات الفرد الجسدية أو تحسينها، وهو مناسب لجميع المرضى، سواء الأطفال أو كبار السنّ عندما تصبح وظائفهم الحركية مهدّدة نتيجةً للتقدّم في السنّ، أو الإصابات، أو الأمراض، أو الاضطرابات الحركية. إنّ هذا العلاج يتمّ من قِبل اختصاصي له خبرة في تشخيص الإعاقات الجسدية، والمساعدة في استعادة الوظيفة البدنية وحركة الجسم، ومن ثمّ الحفاظ على هذه الوظائف الجسدية وتطويرها. أين تكمن أهمّية هذا العلاج؟ تكمن أهمّيته بكونه اختيارًا فعّالًا يساعد على التعافي بسرعة وبشكل آمن، وكذلك فإنّه يوفّر المال بسبب انخفاض الكلفة الإجمالية لهذا النوع من الرعاية الصحّية، ومن ثمّ فإنّه ليس بالضرورة أن يتمّ العلاج بعد الإصابة، بل يمكن الحصول عليه لمنع الإصابة، أو فقدان الوظيفة الحركية للأعضاء، وذلك بعد تقييم الاختصاصي للوظائف الحركية للشخص، مثلما أنّه يساعد على التحكّم بالألم، وتقليل الحاجة إلى المسكّنات القويّة مثل المواد الأفيونية، وإدارة المشاكل المتعلّقة بالعمر، ففي بعض الأحيان يمكن عن طريقه تجنّب بعض العمليات الجراحية، و يساعد على الوقاية من عودة الآلام بعد علاج المسبّبات، ممّا يسمح بالتوفير الجسدي، بحيث يبقى الجسد قادرًا على تحمّل أعباء الحياة لمدّة أطول، وتحقيق الاستقلالية الممكنة لكلّ المرضى. ما الحالات التي تحتاج إلى هذا العلاج؟ هناك العديد من الحالات التي تستدعي اللجوء إلى العلاج الفيزيائي، وعند زيارة المعالج الفيزيائي لأول مرّة، فإنه سيقوم بتقييم الحالة العامّة للمريض، وجمع المعلومات حول المرض أو الإصابة، وقد تشمل الفحوصات أو القياسات التي يجب أخذها بعين الاعتبار القوّة، نطاق الحركة، المرونة والتوازن، الوظائف العصبية، الألم، حركة المفاصل، وظيفة القلب والرئة، الوظائف الحركية العامّة. ما أهمّ الحالات التي تستدعي العلاج الفيزيائي؟ • الإصابات المتعلّقة بالرياضة، مثل: الارتجاج، وكوع لاعب التنس. • الأطفال، مثل: تأخّر النموّ، الشلل الدماغي، الحثل العضلي(1). • علاج حالات اليد: كمتلازمة النفق الرسغي، وآلام مفاصل الأصابع. • الخلل العضلي الهيكلي: كآلام الظهر، اضطرابات المفاصل الصدغية. • صحّة المرأة وضعف قاع الحوض، مثل: سلس البول، والوذمة اللمفاوية(2). • القلب والرئة، مثل: مرض الانسداد الرئوي المزمن، التليّف الكيسي، احتشاء عضلة القلب. • أعراض الشيخوخة، مثل: التهاب المفاصل، هشاشة العظام، مرض الزهايمر. • الحالات العصبية، مثل: السكتة الدماغية، إصابات الحبل الشوكي، مرض باركنسون، التصلّب المتعدّد، إصابات الدماغ. ما التقنيات والأدوات المستخدمة في العلاج الفيزيائي؟ يشتمل العلاج الفيزيائي على تمارين رياضية، وتمديد الجسم يساعد على تحسين وظيفة المفاصل والعضلات، ومساعدة المرضى على الوقوف، والتوازن، والمشي، وصعود السلالم بشكل أفضل، فهو يشمل طرق مختلفة، فهو علاج غير دوائي لأمراض الجهاز العضلي الهيكلي، والجهاز العصبي وإصاباتهما. وتشمل تقنيات العلاج الفيزيائي الآتي: تمارين رياضية علاجية. تمارين النطاق الحركي. تمارين تقوية العضلات. تمارين التنسيق والتوازن. المعالجة الكهربائية: وتُستعمل لتنبيه الأعصاب الحركية والعضلات، وذلك بهدف تخفيف الألم وتقوية العضلات. المعالجة بأولتراسون: تعمل على تسخين الأنسجة العميقة، ممّا يؤدّي إلى زيادة المرونة والتنقّل فيها. المعالجة بالليزر: يعمل على زيادة سرعة التئام الجروح، وله تأثير مسكّن للألم، وهو فعّال في علاج الالتهابات المزمنة. المعالجة بالرحلان الصوتي: طريقة حديثة في العلاج، حيث تسمح الموجات الصوتية للدواء باختراق الحاجز الجلدي للعضلات، وانتشاره في المنطقة لتسهيل العلاج. العلاج المائي: يمكن للمرضى الذين لا يستطيعون تحريك مفاصلهم أن يحرّكوها داخل الماء بشكل أكثر ملاءمةً ونشاطًا بفضل قوّة رفع الماء، ومع تأثير الماء الساخن يتمّ تليين العضلات، ويتمّ تسريع الدورة الدموية. الإبر الصينية: تُستخدم على نطاق واسع في تسكين الألم المزمن. الشدّ الفقري للفقرات الرقبية والقطنية: والهدف منه تخفيف الانقراص الفقري. المنابلة: تعتمد على تنفيذ حركات وظيفية مفاجئة لمختلف أجزاء العمود الفقري، حيث تؤدّي إلى توقّف الألم مباشرة. العلاجات الباردة والساخنة: عند استخدام الحرارة في مكان الألم، فإنّها تعمل على تعزيز تدفّق الدم وارتخاء العضلات، ومن ثمّ تخفيف الألم في المنطقة، أمّا البرودة فتُستخدم في أثناء إصابة الأنسجة، مثلما تُستخدم في علاج تصلّب العضلات. يساعد برنامج العلاج الفيزيائي الأفراد على العودة إلى مستوى أدائهم السابق، واستعادة وظائف العضلات والمفاصل لتخفيف الألم، أو منع الألم من العودة. وعلى الرغم من أهمّية هذا العلاج، إلّا أنّ كثيرًا من المصابين يهملونه، ممّا يتسبّب في تفاقم الإصابة أو تأخّر شفائها. يساعد العلاج الطبيعي على تغيير أنماط الحياة التي تؤدّي إلى زيادة خطر التعرّض للإصابات، ويساعد أيضًا على تحسين الصحّة العامّة. ............................ (1) اسم شامل لمجموعة كبيرة من الأمراض التي تتّصف بضعف العضلات وضمورها. (2) تورّم الأنسجة نتيجةَ تراكم سائل غني بالبروتينات، يُصرف عادةً عبر الجهاز اللمفي في الجسم، ويشيع تأثير هذه الحالة عادةً على الذراعين أو الساقين.