رياض الزهراء العدد 186 همسات روحية
صَادِقُ آلِ مُحَمَّدٍ (صلوات الله عليهم أجمعين)
على أرض طيبة في شهر ربيع الأول، وفي اليوم ذاته، بزغ النور الصادقي مع النور المحمّدي، فتلألأ الشهر بأنوارهما المباركة؛ ليُفاض على الوجود من تلك الأنوار. وقد نُسبنا إليه، فهنيئًا لنا بصادق آل محمّد (صلى الله عليه وآله). لقد نهل أصحابه وتلامذته الذين جاوز عددهم الاثني عشر ألفًا من فيوضات علمه وكمالاته، فربّى أصحابه على العلم والعمل والتقوى، من أمثال جابر بن حيّان الكوفيّ أبي الكيمياء، وجميل بن درّاج الثقة، وهشام بن الحكم المتكلّم، ورُوِي عنه(عليه السلام) أنّه قال: «بشّر المخبتين بالجنّة: بُريد بن معاوية العجليّ، وأبا بصير ليث بن البختريّ المراديّ، ومحمّد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست»(1)، وغيرهم من جهابذة العلم ورواة الحديث وأفذاذ قلّ نظيرهم، فحملوا تراث أهل البيت ممزوجًا بالعمل والتقوى، وخدموا دينهم خدمة جليلة تشهد بها الكتب إلى اليوم، فازدان عهده (عليه السلام) علمًا، لتكون ثورة علمية لجامعة صادقية، يغترف الجميع من نمير خزائنها، فكانت صدور الخُلّص من أصحابه مستودع سرّه (عليه السلام)(2). وها نحن نستقي ندبتنا منه (عليه السلام) حين ندب القائم من آل محمّد (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) قائلًا: «سَيِّدِي، غَيبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي، وَضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي، وَأَسَرَتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي، سَيِّدِي، غَيبَتُكَ أَوصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الأَبَدِ، وَفَقْدُ الوَاحِدِ بَعدَ الوَاحِدِ يُفنِي الجَمعَ وَالعَدَدَ...»(3). هو مَن يعلّمنا كيف نندب إمامنا في غيبته بلواعج الشوق، وينير طريقنا في خطواتنا المهدويّة على خارطة الانتظار، وما يزال المشروع المهدويّ ينهل من علوم صادق آل محمّد (صلى الله عليه وآله). ........................ (1) وسائل الشيعة: ج ٢٧، ص ١٤٢. (2) المصدر السابق: ج ٢٧، ص ١٤٥. (3) بحار الأنوار : ج51 ، ص 219.