الـمَظلُومُ الـمُنتَصِر

سارة الميرزا مهدي
عدد المشاهدات : 112

ما بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يحزن على عمّه وكافله الذي ذهب إلى دار الخلد التي أُعدّت للمتقين بل بكى وتكدّر كلّ صفوه حين رأى بعين الغد ما سيرمى به، فقد رموه بالشرك وهو المحامي عن التوحيد، وقالوا هو كافر، وهو الذائد عن الإسلام، فكيف لا يأسى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وهو يرى أقطاب الشرك تقدّس وأعلام الإسلام تُحارب وتهان بأبشع العبارات وأفضع التهم، وهو يعلم (صلى الله عليه وآله) أنَّ المستهدَف من ذلك هو دين الحق، ولأنّ الإسلام لم يكن شخصاً كي يستهدفوه فقد عمدوا على محاربة الدعاة إليه وحماته وهذا ما جرى منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا بحق الشرف الباذخ والطود الشامخ ونور الله الواضح والد الفحول وعمّ الرسول، سيبقى حياً في قلوبنا وقدوة لكلّ من يروم ارتقاء العُلا في الدفاع عن نبيّ الإسلام ورسالته والعترة الطاهرة فهو الجبل الأشم الذي لا تهزه رياح الغدر والكفر، والصورة المشرقة التي لا يستطيع تشويهها مَن شوّهت عقولهم العُمي الذين لا يرون سوى الظلام، فهم فيه تائهون غافلون، الذين لا ينتبهون حتى يسقطوا في أودية جهنم عندها حتماً سيرون أعمالهم حسرات، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين، لما اقترفوا بحق مَن ترحّم عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث قال فيه: "لله درّ أبي طالب لو ولد الناس جميعاً لكانوا شجعاناً"(1) فكيف لخاتم النبيين وسيد المرسلين أن يترحّم أو يحزن على كافر.. وغيرها من المواقف التي تُثبت إيمان هذا البطل الصنديد وإسلامه ولو لم يكن إلا هذا لكفى.