المُضِيفُ الخَارِجيّ لِلعَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ ..

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 214

المُضِيفُ الخَارِجيّ لِلعَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ يُقَدِّمُ خِدمَاتِهِ لِأَكثرَ مِن 130,000 زائرةٍ تُرفع الرايات في غرّة صفر الأحزان إيذانًا بالاستعداد لاستقبال زائري المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وهذا ما دأب عليه المضيف الخارجي للعتبة العبّاسية المقدّسة منذ خمسة عشر عامًا، فالمضيف الكائن على طريق النجف – كربلاء يُعدّ من المحطّات المهمّة لتقديم الخدمات لزائري كربلاء المقدّسة في الزيارات المليونية، بخاصّة في مناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين(عليه السلام)، وبات محطّةً مهمّةً يعرفها ويقصدها الزائر ليستريح، ويحظى بخدمات متنوّعة: صحّية، وطبّية، وغذائية، وتثقيفية، وإرشادية للقادمين إلى كربلاء من مختلف أنحاء العالم ومن العراق، من شماله، ووسطه وجنوبه؛ لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في ذكرى أربعينه. شرّع المضيف أبوابه لاستقبال زائري كربلاء المقدّسة وإيوائهم ابتداءً من (10) صفر المظفّر، مقدّمًا لهم الخدمات المنوّعة، ووصل أعداد الزائرات إلى (12000) زائرة يوميًا، متخذات من الموقع مكانًا للمبيت، وبهذا وصل العدد الكلّي إلى (120,000) زائرة في غضون عشرة أيام، وقد تمّ توزيع (130,000) وجبة طعام (غداء وعشاء) مع استمرار توزيع وجبة العشاء إلى الساعة الثانية من بعد منتصف الليل. وعن هذه الخدمة السامية التي تُقدّم في الموقع الخاصّ بالنساء بيّنت السيّدة زينب العرداوي/ مسؤولة الموقع المذكور قائلةً: مثلما عهدناها قد دأبت العتبة العبّاسية المقدّسة على تقديم الخدمات للزائرين الكرام على مدى سنوات، من هذا الموقع ومن مواقع أخرى، ويُعدّ المضيف الخارجي أحد أهمّ المحطّات التي يستريح فيها الزائر الكريم، وبوصفنا مشرفين على موقع خدمي خاصّ بالنساء قمنا بإفراد مساحات كبيرة لإيواء الزائرات الفضليات، وتقديم الخدمات بجميع أنواعها: من المأكل، والمشرب، والملبس، والغذاء الروحي، والثقافي، والتنموي من قبيل المحافل القرآنية والمجالس الحسينية، التي تُقدّم من قِبل ملاك متخصّص، فالكلّ يجود بما لديه. وتابعت العرداوي: شهد المضيف هذه السنة توسعةً في عدد البنايات التي تخصّ النساء، حيث بلغ عدد البنايات التي يشملها المجمّع (6) بنايات، كلّ بناية تتألّف من طابقين بمساحة تبلغ (800) متر مربّع، وأربع قاعات منفصلة تتراوح مساحة الواحدة منها ما بين (800) و(1100) متر مربع، مزوّدة بجميع مستلزمات الخدمة الضرورية التي تحتاجها الزائرة، فضلًا عن المواصفات العالية الجودة للبناء؛ هذه البنايات الست أربعة منها مخصّصة للنساء لتكون محطّة استراحة تليق بالزائرة الكريمة. وتصل قدرة الموقع الاستيعابية إلى أكثر من (7500) نفر، فالمضيف يستقبل هذا العدد كلّ يوم وأكثر، ويقدّم مختلف الخدمات، وكلّ مَن يعمل في الموقع من منتسبات ومتطوّعات هم عيون ساهرة لخدمة الوافدات الكريمات. وأضافت: يضمّ المجمّع الخدمي كذلك مفرزةً طبّية نسوية تضمّ جميع التجهيزات الطبّية، من صالة للعلاجات، وصيدلية، وغرف للطبيبات، وغيرها، علاوةً على ذلك فإنّ المجمّع يضمّ مجموعات صحّية متكاملة شُيّدت على مساحة تقدّر بـ(522) مترًا مربّعًا، شملت عددًا كبيرًا من المرافق الصحّية التي وصل عددها إلى (120) كابينة، وأماكن خاصّة للوضوء، ويستمرّ العمل فيها على مدار (24) ساعة متواصلة للحفاظ على النظافة، وتقديم الخدمة والتوجيهات والإرشادات التي تحتاجها الزائرة. وأوضحت العرداوي: مضافًا إلى قاعات الاستراحة هناك مطبخ كبير جدًا مفتوح على القاعات، يقدّم الأطعمة والأشربة في كلّ حين، إذ يتمّ تجهيز كلّ قاعة من القاعات الأربع بما يقارب (3000) وجبة أو ما يزيد، إضافةً إلى العصائر والمياه المبرّدة، وتهيئة الطعام للمتطوّعات الملتحقات بالخدمة من مختلف محافظات البلد مع اقتراب موعد الزيارة الأربعينية، فنتكفّل بتوفير كلّ ما يحتجنَ إليه في مدّة الإقامة، فالخدمة الحسينية تشهد تسابقًا من قِبل المواليات من المنتسبات في مركز الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام)، ومن باقي الأقسام، والشُعب، والمراكز التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، فضلًا عن طالبات المدارس الدينية وملاكاتها من مدرّسات ومبلّغات، وهذا هو التوفيق الذي نرجوه في الدنيا والآخرة. إنّ طريق المسير إلى زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) هو بستان عامر، يقطف فيه الزائر ما لذّ وطاب من طيّبات، ففي هذا المضيف تتضافر الجهود من أجل تقديم خدمات متنوّعة، ونجد في هذه المحطّة الاهتمام بالجانب الثقافي الديني الأسري عبر تقديم المحاضرات التوعوية الثقافية الدينية، إضافة إلى العناية بشريحة الأطفال الذين حظوا بنصيب من الاهتمام عن طريق تواجد ملاكات تهتمّ بهم وتحتويهم، وتقدّم رسائلها المباركة عن طريق التعلّم بالرسم، ورواية القصص المتعلّقة بآل البيت الأطهار (عليهم السلام)، وغيرها. تجدر الإشارة إلى أنّ الهدف من إنشاء هذا المضيف المبارك هو تقديم الخدمات إلى الوافدين من كلّ حدب وصوب باتجاه قبلة الأحرار، وقد شهد هذه السنة توسعةً تُعدّ الأكبر والأشمل لقاعاته ومفاصله الخدمية والطبّية التي بلغت مساحتها (27,270) مترًا مربّعًا؛ ليكون محطّة استراحة للزائرين الكرام.