رياض الزهراء العدد 186 خيم الأربعين
عَطاءُ العَاشِقينَ مِن شُعبَةِ مَدارِسِ الكَفِيلِ الدِّينِيَّةِ النِّسوِيَّةِ
عطاء مستمرّ على مدى (365) يومًا، شعبة اعتادت تقديم الدعم والإسناد لجميع الشُعب والمراكز النسوية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة بتخطيط وتنظيم عالي المستوى. تبذل مدارس الكفيل الدينية النسوية جهدها لتقدّم الخدمات المتنوّعة لزوّار المولى أبي عبد الله الحسين وأخيه قمر العشيرة(عليهما السلام)، وقد كرّست جهودها لتقديم الخدمة في زيارة الأربعين الحسيني، ذلك الزحف المليوني المبارك، إذ استنفرت ملاكاتها من جميع المحافظات لتلتحق بركب المواليات، تاركات الأهل والعيال لمدّة لا تقلّ عن عشرة أيام، والكلّ قدّم نوعًا من الخدمة بحسب تخصّصه، بدءًا من الطبيبة التي اتّخذت من الموكب محطّة لتقديم الخدمات الصحّية مع باقي التخصّصات الصحّية المختلفة، فممّا رصدته مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) صورًا متنوّعة من الخدمة، منبثقة من تلك المدارس الموزّعة على خارطة القطر، فواحدة قدّمت الطعام، وأخرى نظّمت أماكن المنام، وثالثة قد اجتمعت حولها الزائرات لتعلّم التلاوة الصحيحة، فضلًا عن محطّات لإقامة العزاء وتجسيد ظلامة أهل البيت بالمشاهد التمثيلية المفجعة. للتعرّف على تفاصيل تلك الخدمات أكثر التقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بالسيّدة بشرى الكناني/ مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية التي حدّثتنا مشكورة: ابتدأت التحضيرات لزيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة بمشاركة مدرستيْ (فاطمة بنت أسد (عليها السلام)) الدينية، والقرآنية عبر تهيئة المفرزة الطبّية، وقاعة التشريفات في مضيف أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الخارجي، حيث استمرّت الجهود لمدّة أربعة أيام متواصلة لتنظيف المكان وفرشه، وتحضير الموادّ الطبّية اللازمة لزوّار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). الخدمات الطبّية تنوّعت الجوانب الخدمية المُقدّمة لتشمل الرعاية الصحّية لأكثر من (32) ألف حالة، إذ أدخلت (ألحقت) مدارس الكفيل الدينية النسوية أكثر من (100) متطوّعة من مختلف الاختصاصات الطبّية والتمريضية خدمةً للزائرات في أيام أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، فضلًا عن ملاكات الشعبة التي قدّمت خدمات متنوّعة بشقّيها الطبّي والعلاجي، إضافةً إلى إنقاذ العديد من الزائرات وإسعافهنَّ، وذلك في المكان المُخصّص بتقديم الخدمات الطبّية النسوية في المجمّع الخدمي للنساء على طريق النجف - كربلاء، وكانت المشاركات من ذوات الاختصاصات الطبّية والتمريضية، تمتّعنَ بالخبرة والمهارة في التعامل مع أيّ حالة واردة إليهنَّ، حيث استطعنَ تقديم خدمات طبّية وعلاجية مختلفة، إضافةً إلى الإرشادات الصحّية، وتعدّ المفرزة هي الأكبر على مستوى الخدمات الطبّية النسوية من ناحية التخصّصات والعلاجات والمستلزمات الطبّية، وتمّ تقسيم العمل فيها إلى ثلاث وجبات بالتناوب بين المشتركات على مدار (24) ساعة. برامج وأرقام 1- تمّ رفد المضيف الخارجي، ومجمّع الشيخ الكليني، ومجمّع العلقمي، والحرم المُطهّر بالمتطوّعات اللاتي قدّمنَ الخدمة اللازمة في تنظيم سَير الزائرات، عبر مشاركة أكثر من (١٨٠٠) متطوّعة من طالبات مدارس الكفيل، وبعض الهيئات النسوية الأخرى. 2- برنامج (على نهج القرآن الكريم) الذي أقامته الشعبة والموجّه إلى النساء، تمّ عن طريقه تصحيح قراءة سورة الفاتحة لما يقارب الـ(2000) زائرة على مدى (10) أيام بمعدّل (15) ساعة يوميًا. 3- القيام بالتبليغ والتوجيه الديني، وتصحيح الوضوء، والإجابة عن استفسارات الزائرات، وتشكيل حلقات التوعية في الصحن الشريف، ومقام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، والمضيف الخارجي. 4- مشاركة ما يقارب (٢٥٠) مبلّغة من طالبات مدارس الكفيل، ومدرسة فدك الزهراء (عليها السلام) الدينية لتصحيح الوضوء للزائرات في المرافق الصحّية القريبة من الحرم المطهّر، والمرافق الصحّية في المضيف الخارجي، إضافةً إلى مشاركة المبلّغات بالتوجيه الديني والإرشادي في مضيف أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الخارجي، حيث قدّمنَ محاضرات أخلاقية للزائرات، فضلًا عن الإجابة عن أسئلتهنَّ واستفساراتهنَّ، وعمل مسابقات للناشئة، وتقديم الهدايا التشجيعية التي تحفّزهم على معرفة أمور دينهم ودنياهم. 5- إقامة مجالس العزاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وقراءة الأدعية والمرثيات الحسينية، إضافةً إلى إقامة عرض مسرحي جسّد مسير السبايا والذي جاء تحت عنوان (آهات الشام) الذي قدّمه موكب البتول/ مدرسة البتول التابع لشعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، وعُرض العمل المسرحي في عدّة محطّات، منها مجمّع العلقمي، وموكب السيّدة أمّ البنين (عليها السلام)، والمضيف الخارجي، وتضمّن العمل مشاهد لموكب السبايا وما جرى عليهم في الطريق من ظلم وجور، بخاصّة حينما أُدخلوا في مجلس الطاغية يزيد، حيث بدأ بالشماتة وإظهار الفرح والتشفّي، لكن ما لبث حتى انقلبت الأوضاع عليه حين خطب الإمام السجّاد (عليه السلام)، وبيّن الحقائق للجمهور الشامي الذي حُجِبت عنه نتيجةً للتضليل الإعلامي الذي مارسته السلطة الأموية، ولاقى العرض قبولًا واسعًا لدى المتلقّين من الزائرين الكرام. 6- إقامة مجلس عزاء بمناسبة استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام) على قاعة التشريفات في مضيف أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الخارجي وبحضور عدد من المسؤولات، والمتطوّعات، وطالبات المدارس الدينية. 7- أقامت مدرسة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) القرآنية في قاعات مضيف العتبة العبّاسية الخارجي عدّة برامج، من ضمنها (شموع في طريق رقيّة) لأكثر من (500) طفل وطفلة، ابتداءً من اليوم العاشر من شهر صفر حتى العشرين منه، وتضمّن البرنامج الفقرات الآتية: - قراءة سورة الفاتحة بشكل صحيح. - الرسم والتلوين. - قصّة وعِبرة. - مشاركات الأطفال في قراءة آيات قرآنية بشأن آل البيت ، أو أبيات شعرية. - طرح أسئلة بسيطة تخصّ أهل البيت . - إقامة مجلس عزاء للأطفال. - قراءة دعاء الفرج. - توزيع الهدايا العينية لجميع الأطفال المشاركين في البرنامج. 7- قامت طالبات مدرسة ريحانة المصطفى/ محافظة بغداد بتقديم الخدمة التشريفية في موكب السيّدة أمّ البنين (عليها السلام) في جامعة العميد بما يقارب (١٥٠) متطوّعة من اليوم التاسع من شهر صفر حتى يوم العشرين منه. ما رصدناه، وما لم يتسنَّ لنا رصده من خدمات قُدّمت على مدى عشرة أيام أو ما يزيد في المحطّات الأساسية لاستراحة الزائرات حتى دخولهنَّ الحرم المطهّر لاقت قبولًا واسعًا، وإشادة من قِبل الزائرين، فالكلّ يدعو بالتوفيق للعاملين في الخدمة والراعين لتلك المنافذ المباركة، فالجميع بذلوا قصارى جهدهم في تقديم الخدمة للزائرة الكريمة وتهيئة ما تحتاجه، فبالتكاتف وتظافر الجهود تكوّنت تلك اللوحة الحسينية التي كان عنوانها: خدمة زائر الإمام الحسين (عليه السلام) شرف لنا.