مَوكِبُ أُمِّ البَنينَ (عليها السلام) الخَدميّ النِّسويّ:عَقدٌ مِن العَطاءِ..

مروة راضي الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 267

مَوكِبُ أُمِّ البَنينَ (عليها السلام) الخَدميّ النِّسويّ: عَقدٌ مِن العَطاءِ خِدمَةً لِزائري الإِمامِ الحُسينِ (عليه السلام) فِي الأَربعِينَ منذ الخطوات الأولى التي سار بها عشّاق أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) من كلّ حدب وصوب نحو كربلاء المقدّسة لإحياء الزيارة الأربعينية المليونية العظيمة، دأبت ملاكات موكب أمّ البنين (عليها السلام) الخدمي في جامعة العميد على استنفار جهودها في تقديم الخدمات اللوجستية المتنوّعة للزائرين الكرام السائرين في طريق (النجف – كربلاء)، والتي اشتملت على تقديم مختلف أنواع الخدمات، كالطعام، والشراب، وتوفير أماكن الاستراحة والمبيت. عقد من العطاء قبل عقد تقريبًا، أي في: (29/12/2012م) تأسّس موكب أمّ البنين (عليها السلام) الخدمي على طريق (النجف – كربلاء)، ويُعدّ من المجمّعات والمواكب المهمّة في تقديم الخدمات لزائري الإمام الحسين (عليه السلام) على هذا الطريق، وابتدأ مشواره الخدمي لهذا العام في: 13/ صفر المظفّر/ 1444هـ، الموافق لـ:(10/9/ 2022م) مع توافد الزائرين بباقة متنوّعة من الخدمات، بأقسامه المتنوّعة, وأبرزها: (موكب الرجال، موكب النساء، الكشّافة، القرآن الكريم، الاستفتاءات، الخدمات الثقافية والتربوية, الخدمات الطبّية, محطّة المفقودين)، في المجمّع نفسه. وللاطّلاع على الهدف من إنشاء هذا الموكب الحيوي، ونشاطاته المتنوّعة، وطبيعة استعداداته للزيارة الأربعينية، التقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بالأستاذة الفاضلة منى وائل/ مديرة مكتب سماحة المتولّي الشرعي (دام عزّه) للنساء، والتي زوّدتنا متفضّلة بالمعلومات الآتية: التحضيرات والاستعدادات المسبقة يجري موكب أمّ البنين (عليها السلام) الخدمي في جامعة العميد استعداداته وتحضيراته لاستقبال زائري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في وقت مبكر، إذ نعمل قبل شهرين من بدء الزيارة على إعداد الخطّة الشاملة, وذلك عبر سلسلة من الاجتماعات تلافيًا لأيّ مشكلات طارئة إن حدثت، ودراسة مؤشرات الأعوام السابقة ومعطياتها، وتهيئة الظروف الخدمية والأمنية، وتنسيقها مع الجهات المتخصّصة عبر تخصيص ميزانية مالية، انتهاءً باستحصال الموافقات. وقبل شهر من بدء الزيارة، نعمل على تجهيز الموكب والمعدّات كافة، وتنظيمها في المطبخ المركزي الخاصّ بالموكب, والذي يفتتح سنويًا لتقديم خدماته من وجبات الطعام والشراب للزائرين الكرام الذين يتّخذون من الموكب مكانًا للاستراحة والمبيت في أثناء أيام الزيارة الأربعينية المباركة، فضلًا عن نصب الخيمات والسقائف في باحة الحرم الجامعي، وتجهيزها بمبرّدات الهواء وربطها بالطاقة الكهربائية, وتجهيز المفارش, وبرّادات الطعام والشراب، ونصبها في المرآب لتفعيل عملها في أثناء أيام الخدمة الحسينية المباركة. وعبر تنفيذ هذه الخطط والآليات ومتابعتها بالتفصيل، نستعدّ واقعيًا، وهو ليس مكانًا مخصّصًا لخدمة الزوّار فحسب، بل هو مؤسّسة تعليمية بالأصل، ويتمّ استثماره لهذه الخدمة العظيمة في زيارة الأربعين الحسيني فقط. الهدف من إنشاء موكب أمّ البنين (عليها السلام) إنّ الهدف الأسمى والأكبر من إنشاء الموكب هو استجابة للأمر الإلهي بموّدة القربى من أهل البيت الطاهرين  مثلما جاء في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (الشورى:23)، وذلك عبر خدمة زوّار الإمام الحسين (عليه السلام)، ونقل صورة إيجابية للعالم أجمع عن بركة الزيارة الأربعينية وعظمتها، ومحورية أهل البيت  وامتدادهم الرسالي عبر الأجيال والأزمان، وأهليّة أبناء العراق للتشرّف باحتضانها، والقيام بها ورعايتها، فضلًا عن كون فلسفة العزاء الحسيني قائمة على إذابة الكبرياء في النفوس، وإلغاء الفوارق المادّية والطبقية, ونشر تأثير مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) في نفوس الزائرين، وزرع روح الثورة الحقّ في نفوسهم الوالهة إلى قبلة الأحرار. (20) ألف وجبة طعام يوميًا يُعدّ الموكب مقصدًا لأغلب الزائرين المتّجهين صوب كربلاء المقدّسة من هذا المحور، وذلك لتوافر مجموعة من الخدمات المتنوّعة، ومن ضمنها وجبات الطعام الرئيسة على شكل ثلاث وجبات أساسية في اليوم، وبواقع (20) ألف وجبة طعام مقسّمة بين الرجال والنساء، تُضاف إليها وجبات بينيّة كالأكلات السريعة، والفاكهة، والعصائر، فضلًا عن الماء المبرّد الذي يُقدّم على مدار اليوم. الخدمات الثقافية والصحّة والإرشاد عن قسم الخدمات التربوية والثقافية والإرشاد، تحدّثت لنا الأستاذة وائل: دأب موكبنا إلى جانب الخدمات اللوجستية العامّة في كلّ عام على الاهتمام بزيارة الأربعين، وإبراز أبعادها الثقافية، والاجتماعية، والإنسانية، والأخلاقية، والدينية المختلفة, وذلك عبر تقديم خدمات ثقافية وتربوية، مثل التبليغ والإرشاد والتوجيه الديني، وتوزيع الكرّاسات والمطويات صغيرة الحجم، وسهلة الحمل، والإجابة عن الاستفتاءات الشرعية, وكذلك تصحيح القراءة في الصلاة، ويُضاف إليها نشاطات مكتبة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية، إذ تتضافر جهود مجموعة من الشُعب النسوية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة لتقديم هذه الخدمات، فضلًا عن الخدمات الطبّية والعلاجية الصحّية العامّة عبر المفارز الطبّية, مع محطّة خاصّة لإرشاد التائهين من الزائرين الكرام، وأخرى للتعريف بالأطفال المفقودين. أعداد المنتسبات والمتطوّعات وعن عدد الملاكات العاملة في موكب أمّ البنين(عليها السلام) ذكرت الأستاذة وائل: بأنّه قد بلغ عدد المنتسبات والمتطوّعات للخدمة في الموكب ما يقارب الـ(700 -800) بين منتسبة ومتطوّعة، مقسّمات على أوقات محدّدة للخدمة على مدار (24) ساعة، أي ما يقارب (250) بين منتسبة ومتطوّعة في اليوم الواحد، مقسّمات على (4) وجبات، (100) منتسبة، و(150) متطوّعة، وجميعهنَّ من الجنسية العراقية، من محافظتي كربلاء المقدّسة وبغداد، من تشكيلات: شعبة مدارس الكفيل الدينية، ومجموعة العميد التعليمية، وجامعة العميد، ومكتبة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية، ومركز الثقافة الأسرية، ومعهد الكفيل للأطفال القابلين للتعلّم، وذلك لاستقبال (2000-4000) زائرة بمعدّل يومي للمبيت، وتمّ إشغال قاعات جامعة العميد وحدائقها بصورة شبه كاملة تبرّكًا بهذه النفوس الموالية لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ممّن تحمّلنَ الأذى، وصعوبات المسير، وحرارة الشمس اللاهبة، إذ نتشرّف بخدمتهنَّ كرامةً ومواساةً لمولاتنا الزهراء الطاهرة، وفلذّة كبدها السيّدة زينب (عليهما السلام). المشكلات والصعوبات وعن وجود صعوبات ومعوّقات تقف أمام إنجاز هذا الموكب المبارك لمهامه الرسالية هذه, اختتمت الأستاذة وائل حديثها بالقول: بأنّه بفضل الدعم الكبير والمستمرّ من قِبل المتولّي الشرعي سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) تذوب أمامنا المشكلات جميعها إن وُجدت, ممّا تجعلنا بكامل الأهلية والجهوزية لخدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام) في أربعينه، ببركة جهود سماحته، وبرعاية العتبة العبّاسية المقدّسة. يُذكر أنّ الموكب هو من مجمّعات الخدمة الحسينية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة الذي يتميّز بخدماته وعطائه لسنوات عديدة، وما يزال مستمرًّا بالهمّة والعطاء نفسهما، على الرغم من أنّه أصبح مقرًّا لجامعة العميد التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة كذلك، إلّا أنّ هذا الأمر لم يؤثّر في سَير الخدمة، ولم تُغلق أبواب الموكب المشرعة للخدمة الحسينية المباركة، بل ازدادت الخدمات المقدّمة فيه نتيجةَ تسخير إمكانات الجامعة البشرية والمادّية لخدمة الزائرين.