المَخاطِرُ الاجتِمَاعِيَّةُ للإِدمَانِ عَلى المُخَدَّراتِ
إنّ آثار الإدمان على المخدّرات لا تُقتصر على المدمن فقط، بل تؤثر في الأسرة والمجتمع، وتسبّب المخدّرات آثارًا سلبية على قدرات الشخص العقلية، وتجعل تصرّفاته غير مقبولة، ويفقد القدرة على التواصل مع أسرته وزملائه، وأضرار الإدمان كثيرة، منها ما هو اقتصادي، واجتماعي، ونفسي، وجميعها تؤثر في بعضها بعضًا بشكل يجعل من المخدّرات شبحًا يهدّد المجتمع. من الأسباب الاجتماعية للإدمان: 1- التفكّك الأُسري: له دور كبير في دفع الفرد نحو الإدمان، ويتضمّن المعاملة القاسية لأحد الوالدين أو كلاهما مع الأبناء، واستخدام العنف الجسدي أو اللفظي ضدّهم. 2- انفصال الوالدين أو طلاقهما، أو أن يكون أحد الوالدين أو كلاهما مدمنًا. 3-انشغال الوالدين عن الأبناء، وقلّة الاهتمام، وغياب الثقة بين الوالدين والأبناء، وكثرة الخلافات والتوتّر، وممارسة العنف الأسري بأحد أشكاله أو جميعها، وكذلك صحبة رفاق السوء. 4- للبيئة الاجتماعية أثر كبير بخاصّة إذا كانت بيئة فقيرة ومهمّشة اجتماعيًا. 5- لوسائل الإعلام دور كبير في التشجيع على الإدمان عن طريق ذكر طريقة التعاطي، والآثار التي تتركها في الفرد. الآثار الاجتماعية للإدمان: 1- تتّسم تصرّفات المدمن بالتوتّر والعصبية، ممّا تسبّب الكثير من الخلافات مع أفراد أسرته. 2- يسبّب الإدمان انفلاتًا أمنيًا وأخلاقيًا؛ لأنّ المدمن لا يلتزم بالقوانين والتقاليد السائدة في المجتمع. 3- تحدث الكثير من الحوادث في الطرق؛ لعدم الالتزام بقواعد المرور، وهذا يُعدّ من أهمّ الأضرار الاجتماعية للمخدّرات، حيث لا يتمكّن المدمن من السيطرة على أعصابه وتصرّفاته في أثناء قيادة السيارة، ممّا يؤدّي إلى كثير من الحوادث. 4- يكلّف الإدمان الدول الكثير من النفقات على برنامج علاج الإدمان ومكافحة المخدّرات. 5- تجعل المخدّرات الفرد كسولًا غير قادر على العمل، فاقدًا للسيطرة على تصرّفاته، دائم العصبية، غير قادر على تحمّل المسؤولية. 6- العزلة الاجتماعية، تؤثر المخدّرات في أخلاق الشخص وتصرّفاته، ممّا تجعله يتحدّث بطريقة غير سوية تفقده الأصدقاء، وكذلك ابتعاد الناس عنه ونفورهم منه. 7- تعلّم العادات السيّئة والانحراف، فالمدمن يبدأ بالكذب، ويلجأ إلى السرقة لدفع ثمن المخدّرات التي يتعاطاها. ويرتبط تعاطي المخدّرات بجرائم العنف والقتل، وهذا يزيد من استنزاف الموارد المالية للدولة بتخصيص مبالغ كبيرة لإدارة السجون والمصحّات.